أهداني الصديق الباحث الشيخ صلاح بن يوسف الجودر إصداره الأخير «الطريق إلى العاصمة القديمة.. المحرق الخليفية 1783»، وهو كتاب توثيقي قيم قال عنه مؤلفه بأن به لمحات من تاريخ مدينة المحرق في جانبها الثقافي، ويدون الكتاب نصوصه من حكايات قديمة ومرويات شفهية تناقلها الأجداد والأبناء، وهي كذلك سجل لبعض المؤرخين الذين دونوا أحداثها في أسفارهم ومراسلاتهم، وبعضها الآخر مشاهدات حية من مؤلف الكتاب لبعض المواقع التي يعود تاريخها إلى أكثر من مائة عام، ولا تزال تلك المواقع شاهدة على الحركة الثقافية في المحرق ابتداء من العام 1796.. وهذا الكتاب -كما يقول مؤلفه- يرصد الحركة الثقافية ومراكزها وشخوصها بمدينة المحرق من سنين نشأتها الأولى، وقد تم تبويبها لتبرز العمق الحضاري والثقافي للعاصمة القديمة «المحرق»، ولتعزز جوانب العطاء المستمر لدى الفرد البحريني.

والمؤلف صديقنا الشيخ صلاح بن يوسف الجودر اهتم بالكتابة عن المحرق منذ أكثر من عشرين عاماً، ففي عام 1999 ألف كتاباً عن قاضي المحرق الشيخ عبداللطيف بن علي الجودر، وفي عام 2003 أصدر مؤلفاً عن مساجد المحرق تاريخ وآثار «الإصدار الأول»، كما ألف كتاباً عن جزيرة المحرق عام 2013، وكتاب مساجد المحرق تاريخ وآثار 2016 «الإصدار الثاني».

وقد كانت أمنية الكاتب أن يقدم النسخة الأولى من الكتاب لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الراحل، طيب الله ثراه، لكن شاءت الأقدار أن يرحل سموه إلى جوار ربه.

والكتاب مليء بالفصول والصور والمعلومات القيمة عن أم المدن مدينة المحرق، لكنني سوف أمر مروراً سريعاً على أهم هذه الفصول حتى يتسنى لمن يريد المزيد اقتناء نسخة من هذا الكتاب القيم والهام.

وقد تناول المؤلف في مقدمة الكتاب البدايات الأولى لمدينة المحرق، كما عنون الفصل الأول بالعاصمة القديمة بين الأصالة والحداثة، تكلم فيه عن سور المحرق وأبوابه الثلاثة، بعدها تناول فرجان المحرق القديمة.

أما الفصل الثاني فقد تناول المؤلف عيون المحرق العذبة «الجواجب»، وعيون البساتين والنخيل وعيون الفرجان القديمة.. وفي الفصل الرابع تطرق المؤلف إلى مدارس المحرق التقليدية والعوائل العلمية وبدايات التعليم النظامي وبيت علي بن إبراهيم الزياني والهداية الخليفية ومدرسة خديجة الكبرى ومدرسة جوزة البلوط التبشيرية بالمنامة.

أما الفصل السادس فقد تناول مكتبات المحرق وأهمها مكتبة الشيخ عبد العزيز الجامع والمكتبة العصرية «عبدالله بن أحمد الجودر»، ومكتبة المحرق «إبراهيم بن عبدالله الظاعن»، ومكتبة المحرق العامة.

وتطرق الفصل السابع إلى مستشفيات المحرق القديمة، أما الفصل الثامن فتناول نوادي المحرق. أما الفصل التاسع فتطرق إلى مراكز الفنون الشعبية. أما أسواق المحرق القديمة فأبرزها سوق القيصرية وسوق خارو وسوق الطيارة وسوق كشيش وسوق التجار ومحلات الكراشية وسوق الذهب وعشيش الحدادة.. أما أبرز قهاوي المحرق القديمة فهي قهوة الطواويش «قهوة حمدان» وقهوة العلوي وقهوة بو خلف. وتناول الفصل الثاني عشر أهم دكاكين سوق المحرق.

هذا غيض من فيض مما زخر به كتاب صديقنا الشيخ صلاح بن يوسف الجودر عن عاصمة البحرين الأولى مدينة المحرق.. فشكراً له على إهدائه الرائع.