اختتم مؤتمر "هذه هي البحرين" أعماله في العاصمة الفرنسية باريس وسط حضور جماهيري كبير وتفاعل لافت من الحضور، مما عزز من نجاح الفعالية التي تأتي لتعزيز صورة التسامح والتعايش الديني بين جميع أطياف المجتمع البحريني وتأكيدا على إمكانية المجتمع أن يصبح عائلة كبيرة متلاحمة ضد التفرقة والإرهاب.
وقبل افتتاح المعرض، شوهدت طوابير من المهتمين والزوار ينتظرون الافتتاح الرسمي، في صورة عكست تعطش الغرب للتعرف على التجربة البحرينية في ترسيخ دعائم التعايش السلمي بين أفراد المجتمع في ظل التنوع الديني والثقافي لهم. وتأتي الفعالية التي نظمت في نسختها الرابعة في باريس ضمن سلسلة من الفعاليات التي بدأت منذ مايو الماضي، واستهدفت عددا من الدول الأوروبية بهدف تعريفهم على ما تملكه مملكة البحرين من سقف عال لممارسة الطقوس الدينية المختلفة وحرصها على تعزيز التعايش السلمي بين أطياف المجتمع.
وأكدت أمين عام اتحاد الجاليات الأجنبية بيتسي ماثيسون خلال المؤتمر الذي عقد مساء أمس بفندق حياة ريجنسي بالعاصمة الفرنسية باريس أن مملكة البحرين تمثل نموذجا مشرقا للتعايش السلمي والتسامح الديني.
وقالت : " في الوقت الذي نشهد فيه الاقتتال على الهوية والدين في أنحاء مختلفة من العالم ، يملؤنا الفخر بأن مملكة البحرين تضمن حقنا في الأمن والسلامة وحقنا في الحرية الدينية وممارسة الطقوس الدينية بكل حرية ضمن ما يكفله الدستور والقانون البحريني. ونعتقد أن نموذج البحرين ناجح عبر قرون من بث الحرية الدينية القديمة والتعايش السلمي هو المفتاح لمكافحة التطرف والراديكالية في العالم التي هي في قبضة مفرغة من الظلام، وتصاعد دوامة الجهل والكراهية والعنف. نحن هنا في باريس لإظهار تضامننا مع شعب فرنسا ، ونحن هنا لتبادل رسالة بسيطة تتمثل في نشر السلام والحب".
من جانبه قال رئيس الاتحاد الفرنسي للسلام بين الشعوب الشيخ حسن شلغومي أنه مع تصاعد وتيرة العنف والإرهاب ، اتخذ البعض ممن لا يعرفون العالم الإسلامي "داعش" كإشارة للمسلمين، في حين أغفلوا النموذج المشرف الذي تمثله مملكة البحرين في تكريس التعايش السلمي وبث الحب بين الأفراد.
وأضاف : " مملكة البحرين تحتضن مجتمعا متعدد الثقافات والانتماءات الدينية مبني على الاحترام المتبادل ، بعكس ما تفعله "داعش" من قتل وإرهاب باسم الإسلام على الرغم من أن الإرهاب لادين له. خلال زيارتي الأخيرة لمملكة البحرين منذ شهرين تقريبا، أدركت التجربة الغنية التي تملكها وأنها تمثل نموذجا حقيقيا قد يكون من الصعب مطابقته ولكن يمكن أن نتعلم منه الكثير".
من جانب آخر أشار العضو الرئيسي في الوفد ورئيس حوار الأديان والثقافات الشيخ صلاح الجودر إلى أن البحرين كانت لا تزال حاضنة للثقافات والحضارات والأديان المتنوعة.
وقال : " لقد تم اعتبار البحرين كأحد أكثر المجتمعات انفتاحا من قبل منظمة أمريكية، وهذا أمر لم يأت وليد اللحظة وإنما نتاج العمل الدؤوب على مدى سنوات طويلة. كما أن المجتمع البحريني يرعى الزواج المختلط على اعتبار أن التسامح الديني والاحترام المتبادل هما أساس استمرار السلام في المجتمع".
يذكر أن "هذه هي البحرين" هي من بنات أفكار اتحاد الجاليات الأجنبية ، ولكن يتم الآن بحث إمكانية أن تصبح كيانا منفصلا من مؤسسات المجتمع المدني القائمة بذاتها بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة. وقد تم إعداده لتسليط الضوء على التسامح الديني في البحرين وتعزيز التفاهم بين الثقافات والأديان. ومن المؤمل أن تكون واشنطن ونيويورك الوجهتان المقبلتان في سبتمبر المقبل.