جرذ الضاحية رئيس فريق الخدم العربي التابع للدولة الإيرانية حسن نصرالله يقول للبنانيين «اقعدوا ساكتين ومؤدبين» وهددهم بمائة ألف مقاتل مسلحين تسليحاً ثقيلاً ممكن أن يحرق بهم البلد إن لم «يتأدب» اللبنانيون و«ينضبوا».

الغريبة في الموضوع ليس ما قاله الجرذ للبنانيين إنما الأغرب هو موقف حلفائه كالتيار العوني المسيحي وبعضهم قادة تنوير الذين سمعوا إهانته للبنانيين وأمنوا عليها ويكررون معه كليشهاته وخطاب المقاومة والممانعة بعد ما رأوا وسمعوا كما سمع العالم أجمع كيف مسح حليفهم بكرامة وعزة اللبنانيين.

الغريبة أن يقبل أي مدعٍ للعلم والثقافة والتقدمية أن يسكتوا على قلة أدب جرذ الضاحية ويبلعوا ما قاله ويبقون تحت مظلة تحالفهم معه. أين أعضاء الحكومة اللبنانية؟ أين ميقاتي؟ كلهم بلعوا الهوا؟ كيف قبلوا أن يكونوا تابعين للتابعين؟

الغريبة في الأمر هو موقف حلفاء هذا المحور لا في أعضائه، فهم مظلته للشرعية وهم غطاؤه رغم علمهم أنه لم يحمل أي من أعضاء محور المقاومة سلاحاً إلا ووجهه لأبناء شعبه، هكذا فعل جرذ الضاحية وكذلك فعله العامري نائب رئيس فريق الخدم العربي الفرع العراقي التابع للدولة الإيرانية، فهناك حلفاء للعامري من خارج تياره الديني وهم أيضاً غطاؤه الشرعي، رغم علمهم أنه هو أيضاً هدد العراقيين بالنتائج الوخيمة لأنه لم يقبل بالنتائج الانتخابية التي خسر فيها، ويرفض الانضواء تحت الدولة وجيشها ويهدد باستخدام السلاح الذي زودته به إيران إن لم يرضخ العراقيون له.

الحوثي نائب فريق الخدم الفرع اليمني ملأ السجون من اليمنيين وأعدم الأطفال في ساحات عامة آخرهم الطفل عبدالعزيز الذي تم إطلاق الرصاص على ظهره أولاً وهو منبطح، ثم أطلقوا الرصاصة الثانية بعد مدة على رأسه مهدداً اليمنيين بالدمار إن لم يتأدبوا هم أيضاً ويطيعوه، له أيضاً حلفاء من خارج تياره الديني شكلوا له غطاءً شرعياً يعلن من خلالهم أنه يمثل اليمنيين.

أين نضع حلفاء أتباع الولي الفقيه الذين يعرفون أن سلاحهم الإيراني موجه ضد شعوبهم، وأعداءهم هم شركاؤهم في الوطن، أما إسرائيل وأمريكا اللتان صدعوا رؤوسنا بالصياح ضدهما «الموت لإسرائيل الموت لأمريكا» فليست هناك رصاصة واحدة أطلقت عليهما، إنما جميعهم يطلقون على أنفسهم محور المقاومة، مقاومة مَن؟ مقاومة كل من يعترض عليهم داخل أوطانهم.

ومازالت هناك شرائح ومجموعات خليجية ترى في هذه النماذج حلماً تتمنى الوصول له في دولها الخليجية، ومازالت تعمل على تحقيق حلمها وتعتبر العمل في خدمة الرئيس الإيراني شرفاً حتى لو لعقت حذاءه، حتى لو أمروا بقتل مواطنيهم وشركائهم في الوطن، فلا مانع مادام سيدهم راضياً عنهم، ومازال لهؤلاء حلفاء من فلول القوميين واليسار والعديد منهم «مثقف» ويحمل شعارات التنوير، ومع ذلك قبل أن يكون ذيلاً للذيل!

مازال هناك من فلول قادة «التنوير» من يسمي فريق الخدم الإيراني «بالمعارضة» ومازال يخشاهم ويتذلل لهم، وهكذا نجحت إيران في تسخير «عرب» أقحاح لخدمتها خدمة مذلة مهينة وجردتهم من كرامتهم وسلختهم من هويتهم واقتلعت جذورهم، ومسختهم وأقنعتهم بأن خدمة إيران هو الطريق للجنة، ثم الأدهى أنها نجحت في استقطاب عقول صغيرة تعادي السلطة كمبدأ ثابت وتحلم بالوصول لها حتى لو تم ذلك عن طريق تبعية التابع، بمعنى أن إيران لم تنجح في تجييش ميليشيات لها، بل نجحت في استقطاب تابعين للتابعين.