عند الحديث عن العلاقات البحرينية الإماراتية فإنها ضاربة في الجذور وموغلة في عمق التاريخ، فما يربط البلدين والشعبين الشقيقين هي روابط التاريخ المشترك والقربى والمصاهرة والمصير الواحد، وما يمس البحرين يمس الإمارات وهذا ما لمسناه واضحاً خلال وقوف دولة الإمارات مع البحرين ضمن قوات درع الجزيرة في عام 2011 وما رافقها من أحداث آنذاك، وهذا يجسد مدى التلاحم الأخوي انطلاقاً من الأمن الجماعي لدول مجلس التعاون، وقد كان استشهاد الضابط الإماراتي طارق الشحي دفاعاً عن تراب البحرين وعروبتها، فأمن البحرين واستقرارها من أمن الإمارات واستقرارها وسيقف الجميع في خليجنا العربي ضد أي محاولات لتهديد المنطقة، فهذه التضحيات ليست بغريبة على «عيال زايد» في الوقوف مع إخوانهم في السراء والضراء، كما هم باقي دول مجلس التعاون الخليجي.

مناسبة هذا الحديث يأتي تزامناً مع زيارة وفد برلماني إماراتي رفيع المستوى لمملكة البحرين برئاسة معالي صقر بن غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والذي التقاه جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه وأكد اعتزاز جلالته بالعلاقات التاريخية الأخوية الوثيقة التي تجمع البحرين وشقيقتها الإمارات والتي حقيقة تزداد رسوخاً وقوة، فهذه الزيارة للوفد البرلماني الإماراتي بلاشك ستسهم في تعزيز وتقوية أطر التعاون البرلماني والديمقراطي وتوثيقها لما فيه الخير للبلدين الشقيقين، كما أنها ستعزز من الدبلوماسية البرلمانية وتطوير مسار التعاون البرلماني وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بهدف مأسسة التعاون البرلماني، وتوحيد الرؤى المشتركة في مختلف القضايا.

وفي الأسبوع ذاته الذي وصل فيه وفد برلماني، نظمت جمعية الصحفيين البحرينية ونادي دبي للصحافة «ملتقى الإعلام الإماراتي البحريني» وذلك عبر الاتصال المرئي حيث جمع كوكبة من الصحفيين والإعلاميين والكتاب لمناقشة واقع الإعلام العربي ومستقبله في ظل المتغيرات والمفاهيم في القطاع الإعلامي، فهذا الملتقى الإعلامي يحمل رسالة مهمة تؤكد على استمرار العمل من أجل مستقبل إعلامي خليجي يواكب المتغيرات باعتباره شريكاً ومؤثراً في العديد من الملفات المهمة التي تهم المنطقة، هذا الحراك البرلماني والإعلامي الذي يجمع البلدين هو تأكيد بأن العلاقة راسخة وثابتة، بل أن العلاقات البحرينية الإماراتية قد جاوزت الأطر الرسمية إلى العلاقات الاجتماعية الممتدة والتي تستمد قوتها من الروابط الأسرية والتبادل الثقافي التي تزداد يوماً بعد يوم تماسكاً ورسوخاً في ظل العلاقة الأخوية المتميزة التي تجمع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه وأخاه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

همسة

تعكس الزيارات المتبادلة والمباحثات المتواصلة بين قادة البلدين متانة العلاقات الثنائية وحجم الحرص المتبادل بين الجانبين على التباحث وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود، فالعلاقة البحرينية الإماراتية نموذج يحتذى به، نتمنى للإمارات الخير والنماء والازدهار فقد بلغت مراتب تدعونا كخليجيين للفخر والاعتزاز لما نراه من تطورها في ركب الحضارة والمساهمة في التطور الإنساني.