^ يبدو أننا نغضب عدداً من المسؤولين اليوم في الدولة، خاصة من يرسمون السياسات، لكننا على ثقة في جانب آخر أن ملكنا العزيز الذي نحبه ونقدره ونحترمه ولا نقبل أن يساء له بأي صورة من الصور، نثق بأن هذا الرجل الكبير والشجاع يريد أن يستمع لآراء شعبه بصراحة، يريد أن يعرف ماذا يعتمل في نفوسهم. بالتالي نتحدث من منطلق الناس المخلصين الذين رفعوا صور القادة في كل مكان، والذين هتفوا لأجل الدولة والنظام متصدين لمحاولة الانقلاب. المشهد “ضبابي” اليوم لدى الشارع المخلص، ولسنا نتحدث عن الإجراءات التي اتخذت لبيان زيف ادعاءات الانقلابيين بشأن الأزمة، ولا الخطوات التي “عرت” أكاذيبهم ومحاولة تشويه صورة البحرين في الخارج، بل نتحدث عن القادم من الأيام وما تحمله في طياتها. المفهوم السائد وللأسف في الشارع اليوم أن “الإرهاب” أصبح ورقة مساومة لتحقيق مكاسب، أصبح إقلاق الأمن وترهيب الناس والعبث بمقدرات الوطن أسلوباً يرتجى من ورائه “مكافأة” تتمثل بأن تتعامل الدولة مع من يرفع الإرهاب شعاراً له، وتمنحه فرصة جديدة ليتحاور و«يتشرط» ويراوغ ويماطل. من خرجوا للدفاع عن البحرين لم يطلبوا أي شيء، لم يطلبوا أية مكافأة، بل أرادوا لبلدهم أن تنعم بالأمان، وأرادوا لنظامها البقاء والقوة، فغيره لا يريدون. بالتالي المكافأة لهم يفترض أن تكون بتقويتهم وأن يكونوا بحق الورقة الأقوى التي لا تتضرر بأي سيناريو قادم، وأن يستمع لهم ويقام لهم اعتبار ووزن مؤثرين. هؤلاء المخلصون دخلوا الحوار الذي دعا له جلالة الملك مباشرة، ساهموا في طرح رؤى وأفكار باعتبار أنها خريطة طريق جديدة للبحرين، بل تعاملوا بكل رحابة صدر رغم أنهم هم “المطعونون” مع الدولة في الظهر، فخرجت منهم مبادرات للم الشمل، ولإعادة اللحمة، رغم أن من فتت اللحمة وشتت الشمل هو من يكابر اليوم ولا يعتبر نفسه مخطئاً مطالباً الدولة بأن تمنحه صك الدخول معها في حوار ليحقق بعضاً من المكاسب حتى لا يحرق نفسه أمام شارعه. في أي دولة من دول العالم لا نرى مكافآت للإرهاب، بل الإرهابي معروف مصيره، ومن يحرض على الدولة معروف مكانه، ومن يحرق ويخرب ويرهب ويعادي النظام معروف تماماً تعاطي القانون معه. لا نريد أن نقول إن “للبحرين خصوصية” تختلف عن دول العالم في شأن تطبيق القانون، لا نريد أن نقول إنك إن كنت تريد تحقيق شيء من أهدافك في هذا البلد فإن عليك التحول إلى معارض تشتم الدولة ليلاً ونهاراً وتحشد الناس ضدها وتشوه صورتها بالكذب والفبركات، أما المخلص فصوته يضيع في الزحام. نعلم تماماً أن السياسة تتطلب كثيراً من ضبط النفس والتصرف بعقلانية وحكمة، والحكماء وحدهم القادرون على التصرف بالعقل لا بدوافع الانفعال، هنا والله نقدر لقيادتنا قدرتها على التعامل بأعلى مستوى من مستويات الحكمة، وهي المسألة التي تميز البحرين كقيادة عن باقي دول العالم، وهي كلمة ننصف فيها ملكنا الذي مازال يعتبر من أساء له ابناً ضالاً عل وعسى أن يأتي اليوم الذي يعود فيه إلى رشده. لكننا في الوقت نفسه لا نملك أن نكبت أصواتنا، ولا نملك أن نتجاهل الشارع المخلص الذي بات يتألم اليوم لرؤية الإرهابي وهو يواصل ممارسة الإرهاب دون أن يطاله القانون، لا نملك السكوت والقبول بأن يتساوى المخلص والخائن في كفة واحدة، وأن نتعامل مع الأمور وكأن البحرين لم تتعرض لمحاولة اختطاف وطمس هوية. لا يعقل أن تكون للخيانة مكافأة، حتى لو اقتضت السياسة ذلك، فالخيانة لها لون واحد لا يتغير، ومن خان مرة فمن الطبيعي جداً أن يخون مرات ومرات. لا يعقل أن يكون الإرهاب سلماً للوصول إلى الأهداف وورقة ضغط لتحقيق مكاسب على حساب آخرين هم دعائم ثبتت كيان هذا الوطن. نكتبها لكم واثقين من سعة صدركم لسماع صوت المخلصين من أبنائكم. حفظ الله البحرين قيادة وشعباً مخلصاً من كل شر وسوء.