قول حسن نصر الله إن قوام الهيكل العسكري لحزبه هو مائة ألف مقاتل لبناني مدربين تدريباً عالياً عدا المناصرين والمقاتلين العرب والأجانب في الداخل والخارج، تهديد موجه إلى الدولة اللبنانية قبل أن يكون موجهاً إلى الدكتور سمير جعجع وحزب القوات وإسرائيل، بل هو تهديد صريح لدول المنطقة كافة وأولها دول مجلس التعاون الخليجي التي صار لا يترك مناسبة إلا ويتطاول عليها من باب إقامة بعضها علاقات دبلوماسية مع دولة إسرائيل ومن باب اليمن الذي «بالتأكيد» يعتبر أهله جزءاً من قواته حتى وهم لا يزالون يبحثون عن دواء لـ«قرعتهم»!

ما أراد نصر الله قوله في ذلك الخطاب الذي عمد من خلاله إلى تبرئة «حزب إيران في لبنان» من جريمة انفجار المرفأ عبر مهاجمة حزب القوات والإساءة الشخصية لزعيمه هو أن حزبه من القوة والقدرة بحيث لا يستطيع القاضي البيطار ولا غيره من التجرؤ عليه واتهامه.

يستدل على هذا التبرير الهزيل الذي استند عليه في قراره مهاجمة القاضي والمطالبة بتنحيته عبر التحريض عليه ودفع «بعض قواته» إلى الشارع حيث قال إن عدم اتهام حزبه لا يعني سكوته عن المطالبة بمحاكمة المتورطين في انفجار المرفأ! معتبراً بذلك نفسه الدولة ومؤكداً بهذا أنه يؤمن بأنها غائبة وأنها دون القدرة على إحقاق الحق، وأنه هو الأحق بالقيام بدورها ومسؤولياتها وبكل فعل. خصوصاً وأن لديه كل هذا العدد من المقاتلين والأنصار، وكل ذاك العدد من اليمنيين. ومن الإيرانيين طبعاً!

خطاب حسن نصر الله الذي سخرت له الفضائيات السوسة مساحاتها إهانة للدولة اللبنانية وهو فتنوي بغيض، فما جاء فيه يؤدي بالضرورة إلى اشتعال الحرب الأهلية التي يعرف العالم أنها أمنيته وليست أمنية جعجع الذي استفاد من تهجمه عليه حيث كسب تعاطفاً واسعاً من كل الذين يتخذون من «حزب الله» موقفاً، ومن كل من هو على اطلاع على الحالة اللبنانية وقادر على قراءة ما بين السطور.