أرواحنا هي من تسمو بنا إلى السلام الخارجي مع أنفسنا ومحيطنا وبالتالي إلى الجمال الخارجي المتمثل بمظهرالإنسان الخارجي مع أنه الآن مع تطور الجراحات التجميلية التي تغير ملامح الوجه مستثنى منها العمليات التجميلية أو الجراحية لمن لديه عيب خلقي يؤثر على حياته، ويسبب له مشكلة جسدية ونفسية وصحية ويحتاج تدخلاً جراحياً تجميلياً، والروح الداخلية تعكس تعابير الإنسان وتصرفاته؛ فإذا كانا (الروح والجسد) متسامحين مع بعضهما ويوجد تناغم جلي بينهما فسيظهر واضحاً بصفاء على الإنسان وعلى تعامله مع نفسه أولاً والآخرين ثانياً، فإن كانت أخلاق الشخص وتعامله مع نفسه أولاً ثم تعامله مع الآخرين جميلة وسلسة وحكيمة وكان شخصاً غير متوتر وغير مندفع بقرارته وتصرفاته وحكمه على الآخرين وليس سريع التأثر بما يحدث ولديه القدرة على اتخاذ قراراته دون تأثير آخرين عليه فهذا يعني أن روحة متسامحة مع جسده، فالروح مرآة الجسد فما يحس به الإنسان بداخله من أحاسيس ومشاعر تظهر جلية وتنعكس على وجهه وردود أفعاله مع نفسه أولاً ومع الآخرين ثانياً ما يسمى علمياً (لغة الجسد) ولغة الجسد علم بحد ذاته وله أساسياته وقواعدة؛ فلغة الجسد هي مترجم لأفعال وتصرفات الشخص فهي حركات جسدية لا يستطيع الشخص أو الفرد إخفاؤها فما يخفيه اللسان تظهره مثلاً حركات العين ووضعية الجلوس وسأتحدث عنها بمقال مفصل لاحقاً، إذن يكون فيه تسامح داخلي أولاً، وبالتالي سيحدث تناغم تلقائي بين الروح (الجمال الداخلي) والجسد (الجمال الخارجي) فعندما يكون الشخص متوكلاً بأمورة على الله عز وجل ثم يؤدي ما عليه من واجبات حياتية اتجاه نفسه وأسرته وعمله وأصدقائه فهذا يعني أن لديه سلاماً داخلياً وتصالحاً داخلياً مع روحه، وبالتالي مع جسده وأيضا البعد عن الحقد والغيرة والإيمان بأن كل شيء بالحياة هو مقدر ومنها الرزق فكل إنسان رزقه مقدر سواء مالياً أو عملياً أو على المستوى الشخصي والقناعة والرضا بكل ما لديه من نعم حتى إن كانت بسيطة فهي لدى آخرين نعم كبيرة والبعد عن التدخل بخصوصيات الآخرين واحترامهم واحترام خصوصياتهم وتجنب مراقبة الآخرين فانشغال الإنسان بنفسه وتطويرها والذود بها عن كل ما يعكر صفوها أفضل من الانشغال بغيرها فأنفسنا لها حق علينا في الاعتناء بها جسدياً ونفسياً وطاقياً، ونتعلم كيفية إتقان إتيكيت الروح، وهو جعل أرواحنا إيجابية متناغمة؛ فالتناغم يجعل الروح قوية بمجابهة أكبرالصعوبات والتحديات بالحياة فلكي نصل إلى التناغم مهم أن نتحلى بالإيجابية والصبر وأن نحاول أن نتفهم مواقف الآخرين قبل الحكم عليهم بأن نجعل أنفسنا بنفس موقفهم وبعدها نستطيع أن نحكم عليهم بصفاء وتجنب الأشخاص السلبيين الذين يميلون بالذات إلى السلبية بما يحدث لهم من أقل موقف يصادفهم بحياتهم وتجنب الأشخاص الميالين للشكوى والتذمر؛ فمعاشرة هؤلاء ستجلب للشخص الإحباط، ونحاول أن نتعود على الابتسامة حتى لو كنا لا نريد فبمجرد أن تبتسم أو ترى شخصاً يبتسم لك ستتغيرنفسيتك للأفضل.

امل الحربي