لدينا قصور في استكشاف المواهب والتوجهات المستقبلية لدى الطلبة الضعاف ومن يُنظر إليهم على أنهم طلبة كُسالى في مختلف المراحل الدراسية، وقد يؤدي إهمال هذه الفئة وتهميشها والتركيز على جوانب القصور والضعف لديها إلى نُزوح البعض إلى طريق الانحراف.

وقد يعيش هذا الطالب الذي يُصنف كطالب ضعيف في التحصيل ظُروفاً أسرية أو اجتماعية صعّبة للغاية، ومنهم من يعيش في أُسر مُفككة والبعض يعاني من فقد أحد الأبوين أو الإهمال وغير ذلك.



وكم من طالب مغمور ومتدني التحصيل في الظاهر يمتلك الكثير من المهارات الكامنة والتي تحتاج إلى من يكتشفها ويُنميها، وكم من طالب ضعيف يمتلك الاستعداد للنجاح في مجالات كثيرة لو أتيحت له الفرصة لاستكشاف مواهبه وإبرازها.

ومن الأمور المقترحة لرعاية هذه الفئة القيام بدراسة وافية لهم وبحث أسباب التدني في التحصيل وكثرة المشاغبات، وبالتالي رسم برامج تتناسب معهم داخل المؤسسة التعليمية أو بالتنسيق مع المؤسسات المعنية خارجها. فمن يمتلك الرغبة والاستعداد للبروز في المجالات الرياضية فيمكن إشراكه بالأنشطة والمسابقات الرياضية ورسم برنامج مخصص له، والتنسيق مع الجهات الرياضية الخارجية من أندية ومراكز شبابية ومؤسسات خاصة في هذا المجال واحتوائه للمشاركة معهم.

ومن لديه الاستعداد لتعلم الخطابة والتحدث ولديه خامة الصوت المناسبة فيمكن إشراكه في مسابقات الخطابة والتحدث المختلفة، ودفعه للإذاعة الصباحية وتكليفه بالتحدث والتقديم في بعض المناسبات وحفلات التخرج، كما يمكن تسجيله في المؤسسات المعنية بتعليم الخطابة وأندية التوتماستر. والأمر ينطبق كذلك على بقية المجالات كالميكانيكا والإلكترونيات والفنون الجميلة وغير ذلك، ولا بد من متابعتهم باستمرار وتقديم الدعم والتشجيع في المجالات التي يمتلكون القدرة والاستعداد للبروز فيها.

ومن المهم أن نعرف أن اكتساب الطالب لمهارة أو حرفة ما وتحقيقه لمستوى جيد يدعم ثقته بنفسه وينعكس بالتالي على مستواه الدراسي ويُخرجه من حالة الإحباط والشعور بعدم الجدوى التي يشعر بها.

فلا يكفي الاعتناء بالطلبة الموهوبين والمتفوقين فقط ودفعهم للمسابقات ومختلف الفعاليات، بل لابد للالتفات لبقية الطلبة وخصوصاً الطلبة الضعاف منهم وتقديم الدعم ومساعدتهم على تجاوز العقبات التي يمرون بها في حياتهم، واسترداد الثقة بالنفس والإحساس المفقود بالقيمة في المجتمع.

محمد إسحاق عبدالحميد