الدلال الزائد يخلق شخصية غير مكترثة

أيمن شكل



تعاني الأسر دائماً من مشكلة الإهمال لدى الأطفال وإضاعة أدوات الدراسة، وإتلاف اللعب بمجرد اللعب بها مرة واحدة أو مرتين، لكن حل المشكلة بحسب ما ذكره مدرب المهارات الحياتية والإنسانية عباس الجار يكمن في معرفة أسباب حدوثها.

وأشار الجار إلى أهمية معرفة أسباب إضاعة الطفل أغراضه بصورة متكررة، لافتاً إلى أن المشكلة قد تكون من الأسرة التي توفر للطفل كل ما يرغب فيه دون أن تحذره من تكرار ضياع ما يمتلكه.

وقال إن الدلال الزائد أحد أبرز الأسباب التي تخلق شخصية غير مكترثة وتتصف بالإهمال، بل إن بعض الأطفال يتعمد إضاعة أدواته وألعابه لكي يأتي له والداه بكل ما هو جديد.

وأوضح الجار أن بعض الأطفال يحاول الادعاء بضياع أدوات المدارس؛ لأنه لا يحبها وعلى والد الطفل أن يعرف الأسباب الخفية قبل وضع إستراتيجية للعقاب، مشدداً على أن الغضب والصياح على الطفل قد لا يحل المشكلة ويمكن أن يفاقمها، إذا ما علم الطفل أن هذا العقاب سينتهي بدون ضرر فعلي عليه.

وأكد أن الأشياء التي يهتم بها الطفل سيحافظ عليها، لذلك يجب على الأسرة من البداية أن تعلم الطفل أسلوب ترتيب أغراضه في أماكنها المحددة، وأن التحذيرات العامة قد لا يأخذها الطفل على محمل الجدية، داعياً إلى التعامل مع كل واقعة بمفردها، وإيجاد حل يناسب الفعل وأهميته للأسرة.

ونبه مدرب المهارات الحياتية والإنسانية إلى أهمية توصيل معلومة للطفل عن قيمة الأدوات أو اللعب التي يتم جلبها إليه، كما يجب أن يكون العقاب بالحرمان من جلب الأدوات الضائعة وتعويضه عن أخطائه بأسرع وقت ممكن، وقال: «يجب أن يشعر الطفل بقيمة ما أضاعه، عبر الإحساس بالحرمان من شيء فقده ولا يستطيع إيجاد بدائل له أو تعويضاً عنه».

وأضاف: «الألعاب تصنع للترفيه وبطبيعتها ستتلف وهي مشكلة ليس السبب فيها الطفل دائماً، وربما تكون المشكلة في غضب ولي الأمر لأنها كسرت، وعلى ولي الأمر أن يشتري الألعاب المفيدة مثل الألعاب الذهنية أو التشاركية التي تحتاج لمشاركة أفراد الأسرة أو الأشقاء في اللعب بها حتى يتشارك الأشقاء في الحفاظ عليها».

ولكي يشعر الطفل بأهمية ما يمتلكه، طالب الجار الأسرة بأن تدعو طفلها إلى أن يتبرع بألعاب من تلك التي لا يفضلها لجمعيات خيرية، وأن يكون ذلك بحضوره عملية التبرع، لكي يتعلم الاستفادة مما يملكه ولا يستخدمه، ويتخذ أسلوباً آخر غير الإتلاف للاستغناء عن أغراضه التي لا يحبها.