يحرص العديد من الآباء على تعليم أولادهم اللغة الإنجليزية؛ لأنها أصبحت لا غنى عنها في التعامل في العالم، ولكن هل اللغة الإنجليزية هي اللغة المهمة فقط لأولادنا؟!

إن الاهتمام بتعليم أولادنا اللغة الإنجليزية لا يعني طمس لغتنا العربية، وأن يكون أولادنا ضعيفين في لغتهم الأم، لغة القرآن بالإضافة إلى أن المستقبل الدراسي ليس متعلقاً فقط باللغة الإنجليزية ومن قرروا دراسة الطب يدركون هذا؛ فمنهم من اضطر إلى تعلم الروسية من أجل الدراسة في روسيا، حيث إن أسعار دراسة الطب هناك واشتراطات القبول أخف وطأة من بعض بلداننا العربية.

وأيضاً الدراسة في ألمانيا وفرنسا مجاناً شرط إجادة اللغة في البلد الذي ستقررون الدراسة به، بالإضافة إلى المنح لدراسات الماجستير والدكتوراه وتعد جامعات ألمانيا وفرنسا منارات للعلم، لذا يجب أن نحرص على التخطيط لمستقبل أولادنا جيداً وخصوصاً لبعض المجالات التي تكون اشتراطات القبول فيها أقل من إمكانات أولادنا سواء المادية أو العلمية.

العديد من الأبناء يذهبون إلى بلدان عدة من أجل الدراسة فمنهم من يذهب إلى الهند وآخرون إلى ماليزيا ومن قبل كانت لبنان، وقامت مصر في العقدين الأخيرين بالاستثمار في إنشاء المدارس والجامعات الخاصة حتى أصبحت قبلة للطلاب من جميع أنحاء العالم حيث تحرص الدولة وإدارات التعليم على توفير السبل للجامعات الحكومية والأهلية والخاصة، حتى إن الدولة تساعد الجامعات الخاصة من أجل أن تستمر في تقديم مردود علمي ذي مستوى عال، وخصوصاً في التعليم الجامعي.

وهنا أوجه نداء إلى أولياء الأمور والطلبة منذ المرحلة الثانوية أن يكون لهم أكثر من خطة لاستكمال مستقبلهم الجامعي إن كانت نيتهم استكمال الدراسة الجامعية؛ فالاطلاع على البرامج الدراسية في بلد مثل ألمانيا حيث تقدم تسهيلات هائلة للطلبة فلا يتكفل الطالب سوى بإعاشته، وفرنسا التي تعد المصاريف الجامعية هزيلة فيها بالنسبة للدراسة في إنجلترا، والبدء في تعلم لغة البلد الذي تقررون الدراسة بها والبدء في تعلمها؛ لأنها تحتاج وقتاً للإتقان، فمن قرروا الدراسة في ألمانيا فقدوا عاماً أو أكثر من أجل تعلم اللغة.

لذا لا يجب أن يكون اهتمامنا منصباً فقط على إتقان اللغة الإنجليزية، وخصوصاً إذا كان لدينا خطط طويلة الأمد.

وعلى القائمين على التعليم العالي أن يبدأوا دعم الجامعات الخاصة من أجل وجود برامج دراسية تواكب احتياجات سوق العمل والنهضة بمستقبل البحرين.

لقد قامت جامعة البحرين بقبول عشرة آلاف طالب هذا العام، وبالفعل نقدم لهم الشكر ولكن هذا العدد الكبير يتطلب دعماً كبيراً، لو تم توزيع جزء منه على الجامعات الخاصة ستستطيع أن تواجه الأزمات التي تمر بها ويخف الضغط عن جامعة البحرين وكله موجه في حق الطالب في البحرين ولمنفعته ومنفعة مملكة البحرين.