وما زالت الأزمة الاقتصادية في العالم تلقي بتبعاتها على ميزانية الأسرة، فدخل الأسرة يقع فريسة لوحش غلاء أسعار السلع الاستهلاكية بأنواعها نتيجة رفع الدعم عن تلك السلع أو نتيجة غلاء كلفة الشحن، أو عدم توفير خدمات مجانية التي تكلف الأسرة الكثير كخدمة التعليم أو الصحة، ووحش آخر ينهش في جسد ميزانية الأسرة ألا وهو الضرائب، والرسوم بأنواعها، حتى باتت الأسر في بعض الدول تشعر بأنها تكد وتعمل لتوفر المبالغ اللازمة لدفع الرسوم والضرائب، فباتت تعاني ميزانية الأسر في جميع أنحاء العالم من الوهن والضعف مهما ارتفع دخل الأسرة لما يقع على ميزانيتها من أعباء من مصادر مختلفة، وبالتالي تجد جميع أفراد الأسرة البالغين سواء الأم أو الأب أوالأبناء يكدحون ليل نهار لزيادة إيرادات الأسرة.

ووسط هذه الضغوط المادية والنفسية على أفراد الأسرة، ووسط هذا الجزع الذي يصيب البعض نتيجة الخوف من الفقر وتدني مستوى المعيشة يصدق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم ارحموا عزيز قوم ذل وغني افتقر، نسوا أهم درع يحمى ميزانية الأسرة، ونسوا ذلك العلم الذي يجب أن يتقنه من يتولى إدارة مالية الأسرة ليحافظ عليها ويحسن إدارتها، ذلك العلم الذي تلزم الحكومات الأسر بتعلمه وقت الحروب والأزمات المالية. إنه علم الاقتصاد المنزلي.

فهذا العلم يعنى بآليات ومنهجيات إدارة ميزانية الأسرة إدارة رشيدة لتحافظ عليها، وتحسن استثمارها، ولهذا العلم مبادئ رئيسيه، أهمها تدريب أفراد الأسرة على فنون التوفير وتقليل مصروفات الأسرة بإيجاد بدائل أقل تكلفة، مثل كلفة البرامج الترفيهية والتجمعات الاجتماعية، أو الاستغناء عن الاستعانة بالعمال بالاعتماد على خبرات أفراد الأسرة ومهارتهم بدل من الاعتماد على العمال الذي يكلف الأسرة الكثير، وكيفية الاستفادة من الخدمات الحكومية المجانية بحيث يتم سد نقاط الضعف، وكيفية التعامل مع جشع التجار الذين يحمون أنفسهم على حساب ميزانية المستهلك، وهنا نتمنى من الجهات ذات العلاقة، ومنظمات المجتمع المدني بالمعنية بالأسرة التركيز على تدريب الأسرة على كيفية الاستفادة من هذا العلم وتطبيق مهاراته لحماية ميزانية الأسرة.. ودمتم أبناء قومي سالمين.