من الأمثلة الجديدة على عدم تعلم أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» من أخطائهم الكثيرة والمتتالية، وتأكيداً على وجود خلافات عميقة فيما بينهم لم تعد مستترة تغريدة نشرها أخيراً واحد من الذين تحولوا من الإقامة في بريطانيا إلى إيران ملخصها «ننذر كل من يتجاوز وينخرط في مصالحة مع النظام.. ونعلمهم أننا سنقاوم ونفشل أي مؤامرة.. ولو تطلب ذلك منا بذل الأرواح والدماء»، وهو منطق يؤكد أيضاً حالة فقدان القدرة على قراءة الساحة وتطوراتها التي يعاني منها أولئك، فمثل هذا الكلام يعني أنهم يعانون من قصور في الفهم خصوصاً وأن الناس الذين كانوا معهم لم يعودوا كذلك بعدما تبين لهم الكثير مما كان يخفى عليهم.

مثل هذا الكلام لا يصب في صالح من يدعي أنه يريد مصلحة الناس الذين يريدون نهاية للحال التي أرغموهم على الدخول فيها، لذا فإن من الطبيعي والمنطقي أن ينبذوه ولا يلتفتوا إليه وإلى ما يقول، وهذا يؤكد أنهم تعلموا الكثير وصاروا يعرفون كيف يقرؤون الساحة وتطوراتها أكثر منه.

الحقيقة التي ينبغي أن يدركها ذلك الذي نشر تلك التغريدة ومن ينحاز إلى تفكير كهذا هي أن الحكومة عملت الكثير لوضع نهاية لحالة التوتر التي تسببوا فيها وأدخلوا الناس والبلاد في دوامة وأنها بصدد ترجمة العديد من الأفكار والمشاريع التي من شأنها أن تضع نقطة في نهاية السطر الذي من الواضح الآن أنهم يريدونه أن يبقى مفتوحاً، فهم يتحفظون على كل توجه ويترددون عن قبول كل مشروع تؤكد ألف بائيته أنه في صالح الناس بل في صالحهم هم أيضاً. وهذا يؤكد أن قرارهم ليس بأيديهم وإنما بأيدي من حرضهم في البدء واعتبرهم ولا يزال أدوات يحركها كيفما يشاء لتحقيق مصالحه التي لم تعد هي الأخرى خافية على أحد.

ترك أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» أتباعهم والمختلفين معهم يقولون ما يشاؤون ويفرضون تخلفهم عليهم نتيجته المنطقية لفظ الناس لهم جميعاً.