جددت المعارضة التركية هجومها على نظام الرئيس، رجب طيب أردوغان، بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد.

وفي هذا الصدد، انتقد علي باباجان، وزير الاقتصاد الأسبق، رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" المعارض، السياسات الاقتصادية لحكومة حزب العدالة والتنمية، الحاكم، لتسببها في انهيار العملة المحلية، الليرة، وارتفاع معدلات التضخم.



جاء ذلك في تصريحات أدلى بها باباجان، نائب رئيس الوزراء الأسبق، خلال مشاركته بأحد مؤتمرات حزبه، بمدينة إسطنبول، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية"، الأحد.

وقال المعارض المذكور في تصريحاته: "زيادة سعر الدولار تؤدي لارتفاع أسعار كل شيء، تسببت قرارات أردوغان الخاطئة في زيادة التضخم. بعناده أوصل أمتنا بأكملها إلى أعماق الفقر".

واستطرد باباجان قائلا: "أصبحت جمهورية تركيا بأكملها مختبرًا تجريبيًا لأفكار السيد أردوغان الخاطئة التي تم فرضها منذ سنوات. مع كل الاحترام الواجب، فإن الأشخاص الكرام في هذا البلد ليسوا خنازير".

وتابع: "قبل 3 أشهر من الانتخابات المحلية التي جرت في 31 مارس(آذار) 2019، باعت الحكومة 130 مليار دولار في الخفاء. إنهم يحاولون تزوير الحقائق عن طريق بيع الاحتياطيات وطرح العملات الأجنبية في السوق، ويحاولون خداعنا جميعًا".

وشدد على أن "كل من تبع كلام أردوغان وباع عملته وذهبه خسر. لا بد من لفت الانتباه إلى جملة صهره المفقود (هل تتقاضى راتبك بالدولار؟)، هل يمكن أن يكون الجهل بهذا القدر؟! بالطبع، قلة قليلة من الناس يحصلون على رواتبهم بالدولار في تركيا".

وزاد باباجان قائلا: "هذا هو بالضبط سبب ارتفاع فقرنا. أصبحت تركيا جنة لمن يتقاضون رواتبهم بالدولار. أصبحت تركيا تقريبًا دولة حرة لمن يتقاضون رواتبهم بالدولار. لكن المواطن تدمر".

لصوص سيقضي عليهم الشباب

على الصعيد نفسه، وصف كمال قليتشدار أوغلو، رئيس الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، أردوغان وحكومته، بـ"اللصوص"، لافتًا أن الشباب سيطيحون بهم خلال الانتخابات المقبلة.

وتابع زعيم المعارضة في تصريحات أدلى بها خلال مشاركته بإحدى الفعاليات بمدينة إزمير (غرب): "بإرادة 6 ملايين و300 ألف شاب، سينتهي عهد اللصوص، أنا أثق بكم وأؤمن بكم"، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ".

كما ذكر زعيم المعارضة أن "بلديات حزب الشعب الجمهوري يفعلون ما بوسعهم لتقديم المساعدات والخدمات إلى المواطنين، ورؤساء تلك البلديات يقدمون إحصائيات بكامل النفقات، سنتغلب على جميع العقبات وسنحل كافة مشاكل تركيا، فلا توجد مشكلات مستعصية على الحل".

وتعيش تركيا أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية بالتزامن مع ضعف حاد في العملة المحلية، وارتفاع كلفة الإنتاج والاستيراد، في وقت تعاني فيه البلاد من التضخم وارتفاع نسب الفقر.

ويضاف إلى ذلك مزيد من الأزمات التي يواجهها الاقتصاد المحلي والسكان، وسط ضعف في الثقة الاقتصادية وتراجع مؤشر ثقة المستهلك في البلاد، وتآكل ودائع المواطنين بسبب هبوط القيمة السوقية والشرائية للعملة المحلية.

بلغت الليرة التركية قاعًا جديدًا، إذ حطم الدولار الأمريكي الأرقام القياسية، بعدما قفز إلى 9.75 ليرة، مقتربًا من حاجز الـ10 ليرات.

والحال نفسه بالنسبة لليورو، الذي سجل، في الساعات الأخيرة من الأحد، 11.32 ليرة.