العين الإخبارية:

حزب بمسمى مغاير، مناورة جديدة وأخيرة من تنظيم الإخوان الليبي للفرار من "مقصلة" متوقعة ستقصيهم من الحياة السياسية في الانتخابات المقبلة.

القيادان الإخوانيان محمد صوان والإرهابي منصور الحصادي، أعلنا أمس الأحد، إشهار الحزب الديمقراطي الليبي، بعد أن انشقا ظاهريا عن تنظيم الإخوان، في مسعى من التنظيم الإرهابي، للاحتفاظ بآخر معاقله في المغرب العربي، بعد فشله الذريع في مصر والسودان وتونس.



إلا أن تلك المحاولة التي تأتي قبل قرابة 60 يومًا من انتخابات يعول عليها بإرساء الاستقرار وبناء المؤسسات في ليبيا، توقع مراقبون أن تبوء بالفشل، خاصة أن الليبيين باتوا لا ينخدعون بمثل تلك الحيل.

خطوة متوقعة

وإلى ذلك يقول المحلل السياسي الليبي معتز بلعيد في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنها خطوة متوقعة ومقروءة من النظام الذي يعيد نفس السيناريو دائما، مشيرًا إلى أنه في الوقت الذي تعيش فيه ليبيا حالة ترقب للانتخابات، يظن تنظيم الإخوان أنهم سيحصلون على أصوات شريحة من المجتمع، إلا ان الليبيين ليسوا بهذه السذاجة.

وأكد المحلل السياسي الليبي أن "الانقسامات باتت متجذرة في الحزب بين فريقين؛ أحدهما يصر على المواجهة العسكرية، فيما الآخر يمارس التقية بالتظاهر أنه يريد الاستمرار في الحوار".

وأشار بلعيد إلى أن إعلان إشهار الحزب الجديد، يعد أمرًا طبعًا من عناصر حزب تعودوا التلون للوصول إلى مآربهم الشخصية ومصلحة جماعتهم الإرهابية.

بدوره، قال كامل المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن تنظيم الإخوان أعلن عن حزب بمسمي جديد، يتبني ايديولوجية تستخدم الدين لتحقيق المآرب السياسية الشخصية، ولا تمت بأي صلة لمصالح المجتمع أو الدولة.

انتخابات ليبيا.. فتح أبواب الترشح للرئاسة في 3 مدن

وأكد المرعاش أن انسحاب محمد صوان من حزب العدالة والتنمية الإخواني بعد الإطاحة به في انتخابات الحزب، يعكس تشبثه بالمنصب وعدم احترامه لقواعد الديمقراطية، التي يدعي الإخوان احترامهما، مؤكدًا أن تشكيله لحزب بمسمي جديد هو فقط للاحتفاظ برئاسة حزب وموجودات وأموال الحزب التي حصل عليها ويعتبرها من أملاكه الخاصة شأنها شأن الحزب الذي شكله من جديد، ما يعد تحايلا مقيتًا للاستمرار في توظيف الدين لأغراض انتخابية.

تحالفات إخوانية

وحول إمكانية تحالف حزبي العدالة والتنمية والليبي الديمقراطي اللذين يرأسهما عناصر من تنظيم الإخوان، قال المرعاش، إنهما لا يمكن ان يتحالفا، رغم أنهما يوظفان الدين للمآرب السياسية، عازيًا ذلك إلى حالة الصراع الشخصي بين زعامات الحزب.

وقال المحلل السياسي الليبي، إن هذه العناصر لن تستطيع أن تخدع الشعب الليبي، خصوصًا مع الدروس المستفادة من انتخابات عامي 2012 و2014 عندما انكشف الوجه الحقيقي لهذه الأحزاب والشخصيات التي تقودها، متوقعًا فشل "هذه الأحزاب المؤدلجة في تحقيق أي انتصار في الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة".

وحول تصريحات الصوان، بأن المصالحة تحتاج إلى دولة تحتكر السلاح والقوة، قال المرعاش، إن تجربتنا مع الأخير تثبت عكس ذلك؛ فهو انقلب وحزبه العدالة والبناء على صندوق الاقتراع عام 2014 عندما مني حزبه بهزيمة ساحقة ولم يقبل بنتائج الانتخابات واستخدم بندقية الميليشيات التي فرضت حكومة خليفة الغويل الإخوانية، ما أدخل البلاد في حرب طاحنة شارك فيها صوان بكل قوة عندما جلب الأتراك إلى ليبيا، وأصبح أداة طيعة في يد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

صوان يتلون

وأشار إلى أن صوان مازال يتقلب ولم يتغير بعد؛ فهو يتلون دون أن يفقد جلده الحقيقي وهو استغلال الدين لاغتصاب السلطة، مؤكدًا أن الأخير لا مانع لديه في تسليم ليبيا وسيادتها وكرامتها للأتراك.

إخوان ليبيا يخططون للطعن على قانون انتخاب الرئيس

المحلل السياسي اللبي خالد الترجمان عبر بدوره عن استغرابه من تأسيس حزب وديمقراطي وليبي في ليبيا، وأن يكون أحد مؤسسيه القيادي في تنظيم الإخوان محمد صوان ومنصور الحصادي، "واللذين عاثا في ليبيا فسادًا".

وتساءل الترجمان: أي ديمقراطية يتحدث عنها هؤلاء وهم ديدنهم الحديث عن قطع الرؤوس، وعن التفجيرات، والاغتيالات؟!، مشيرًا إلى أنه لا أحد سيصدقهم في الحديث عن الديمقراطية، كونهم لا يعرفون سوى مشروع الذخيرة، والانقلاب على كل ما هو ديمقراطي في ليبيا.

أساليب الخداع

المحلل السياسي الليبي العربي الورفلي، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الإخوان كتنظيم دولي يمارس أساليب الخداع والتلون في سبيل الوصول إلى النفوذ والمال والسلطة.

وأشار إلى أن تنظيم خاض تجربتين انتخابيتين؛ هما: انتخابات المؤتمر الوطني التي فشل فيها في الحصول على الأغلبية المطلقة"، مؤكدًا أن "انتخابات مجلس النواب 2014 وقد كانت هزيمتها مدوية، لأن الشعب الليبي تفطن لأساليبهم وخداعهم".

وتابع أنه "مع اقتراب الانتخابات العامة الليبية شعر الإخوان بأن حزبهم القديم لن ينال أصوات الشعب الليبي، لذلك يحاولون تأسيس أحزاب أخرى، تابعة للحزب الأم وهو العدالة والبناء، مع تغيير المسميات والخطاب السياسي".

وشدد على أن الحزب الديمقراطي الذي أعلنوا عنه يحمل نفس مبادئ الفكر الإخواني السياسي، في محاولة لخداع الشعب الليبي من جديد والحصول على الأصوات اللازمة للسيطرة على مجلس النواب وكل مؤسسات الدولة الليبية، متوقعًا أن يكون هناك جبهة شعبية عريضة مضادة للإخوان.