رويترز + وكالات


وصف الجندي الأمريكي المسلم جيمس يوسف ظروف التعذيب النفسية داخل معتقل غوانتانامو"سيئ السمعة"، الذي تحوَّل فيه من سجّان إلى سجين بعد اتهامه بـ "التعاطف مع الإرهابيين".

في حوار مع قناة الجزيرة مباشر القطرية، قال جيمس يوسف إنه كلّف بإمامة المسجد داخل السجن، "والتأكد من أن كل المساجين المسلمين يمارسون حقوقهم في التعبد وممارسة شعائرهم".

إمام المسجد لم يصبر أمام الإساءات الدينية التي تعرض لها المساجين فرفع تقريراً بالنيابة عن الذين كانوا يتعرضون للتعذيب، وهو ما اعتبرته قيادة السجن تعاطفاً مع المساجين، اتهم على إثره بأنه إرهابي.


حوكم يوسف بتهمتي الإرهاب والتجسس، على الرغم من أنه أمريكي وُلد بالولايات المتحدة من أب محارب في الحرب العالمية الثانية، ولأخوين خدما في القوات الأمريكية.

السلطات الأمريكية أفرجت عن يوسف عام 2004 بعد اعتقاله لمدة عام، تحوَّل بعدها إلى أبرز الناشطين المطالبين بإغلاق السجن.

الإساءة للمصحف

وروى الجندي الأمريكي المسلم أشكال التعذيب التي كان جنود غوانتانامو يتفننون فيها، قائلاً: "كنت شاهداً على إساءات للمصحف بالإضافة إلى التعذيب الذي كان يتعرض له السجناء في غرف التحقيق".

قال في روايته: "كان الحراس عندما يقومون بتفتيش الزنازين يأخذون المصحف ويلقون به على الأرض وهو ما كان يُغضب المساجين".

أضاف كذلك: "في جلسات التحقيق كان المحققون يلقون المصحف على الأرض أو يدوسون عليه ويجلسون عليه أمام السجين الذي يكون مكبلاً بالأصفاد كنوع من التعذيب والضغط عليه واستفزازه".

كما قال: "ما كان يجري في غوانتانامو هو عداء للإسلام والمسلمين، إذ لم يكن الجنود يحترمون حتى المدنيين المسلمين الذين كانوا يعملون في السجن".

كان مساجين غوانتانامو يقاومون سجانيهم بممارسة شعائرهم الدينية، وفق يوسف، وكانوا يضربون أيضاً عن الطعام ويتظاهرون في مواجهة الإساءة، حتى وصل الأمر بالجنود إلى إجبارهم على تناول الطعام عبر وضع أنابيب الطعام في أنوفهم.

الصحة الذهنية للسجناء أمر لا يتم أخذه بعين الاعتبار في غوانتانامو، خصوصاً في الزنازين الفردية، وقد كنت شاهداً على حادث كان يضرب فيه سجين رأسه بالحائط بكل قوة بسبب الإحباط واليأس.

رسالة للإدارة الأمريكية

وأضر سجن غوانتانامو بسمعة الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وفقاً ليوسف الذي كان يأمل في إغلاقه خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.

قال جيمس يوسف إنه يأمل أن يغلق الرئيس جو بايدن غوانتانامو، خاصة أنه قد أطلق سراح العديد من السجناء أكثر من الذين أطلقت الإدارات السابقة سراحهم.

وجدد المواطن الأمريكي اعتقاده بأن غوانتانامو كان كارثة في مجال حقوق الإنسان، وأن الولايات المتحدة اعتقلت إرهابيين وحاكمتهم وأوصلت ملفاتهم إلى محكمة لاهاي الدولية، لكن الوضع لم يكن كذلك في غوانتانامو حيث سُجن أفراد لم تكن لهم أي علاقة بالإرهاب، وفق المتحدث.

وجَّه كلامه إلى بايدن قائلاً إنه كان نائب أوباما عندما وعد بإغلاق السجن، وهو ما يمكنه تنفيذه الآن وهو رئيس، قبل أن يختم: "آمل أن يغلق هذا السجن في فترة إدارته".

وما زال العشرات من المساجين مقيَّدين في سجن غوانتانامو، وسط أمل بسيط بأن يُنهي الرئيس الأمريكي جو بايدن معاناتهم في السجن سيئ الذكر.