مع إعلان الصين خططها لتقليص اعتمادها على الوقود الأحفوري لنحو 20٪ بحلول عام 2060، هناك شكوك في مدى قدرتها على الالتزام بهذا الأمر.

ورغم إصدار الصين مؤخرا لوثيقة ذكرت فيها أنها ستعمل تدريجيا على التخلص من استهلاكها للوقود الأحفوري، تخضع قدرة الصين على تحقيق تعهداتها المتعلقة بالمناخ للتدقيق في الأشهر الأخيرة بحسب ما ذكر موقع سي إن إن.



وذكرت الوثيقة أنه بحلول عام 2030 ، فإن نسبة الطاقة التي تستخدمها الصين ستكون قادمة من مصادر الوقود غير الأحفوري ستصل إلى 25٪. وأضافت أنه بعد 30 عاما أخري أي بحلول 2060، فإن الصين تهدف إلى أن يأتي 80٪ من إجمالي استخدامها للطاقة من الوقود غير الأحفوري.

ودعم الشكوك بمدى قدرة الصين على الالتزام بخططها أن الصين تدعم تعافي انتعاشها الاقتصادي بعد فيروس كورونا من خلال بناء العشرات من محطات الفحم الجديدة وتسريع مشاريع البناء التي تعتمد على الوقود الأحفوري، كما عززت مؤخرا بالفعل إنتاج الفحم للتخفيف من أزمة الطاقة المستمرة.

والأسبوع الماضي، أمرت الحكومة الصينية مناجم الفحم في البلاد "بإنتاج أكبر قدر ممكن من الفحم" بعد أسابيع من نقص الطاقة في العديد من المقاطعات.

وبحسب الوثيقة نفسها فإن الصين أكدت أن خفض الانبعاثات عليه أن يتحقق دون أن يؤثر على أمن الطاقة وسلسلة التوريد الصناعية والأمن الغذائي والحياة الطبيعية للشعب.

كما أضافت الوثيقة أنه يجب عليها أن "تستجيب للمخاطر الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي قد تصاحب التحول الأخضر ومنخفض الكربون" وتمنع "المبالغة في رد الفعل وتضمن الحد الآمن من الكربون"

ما ذكرته الوثيقة في هذا الصدد طبقته الصين بالفعل مؤخرا حينما دفعت بكين مناجم الفحم إلى تقليص الإنتاج في وقت سابق من هذا العام حيث سعت البلاد إلى تحقيق أهدافها الطموحة لخفض انبعاثات الكربون.

لكن مع ارتفاع الطلب على المشاريع التي تتطلب الوقود الأحفوري، لم يكن أمامها سوى العودة لتشجيع تلك المناجم على العودة لزيادة إنتاجها

وجاء إصدار الوثيقة قبل أقل من أيام من إجراء زعماء العالم في جلاسكو، أسكتلندا ، محادثات المناخ الدولية COP26 ، حيث من المتوقع أن يضعوا خطة لتسريع التخفيضات في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال العقد الحالي.

وتسلط الوثيقة الرسمية الضوء عن كيفية اعتزام الصين تنفيذ التعهدات السابقة للوصول إلى ذروة الانبعاثات بحلول عام 2030 وتحقيق حيادية الكربون بحلول عام 2060.

ويتحقق حياد الكربون، أو صافي الانبعاثات الصفرية، عند إزالة قدر كبير من غازات الدفيئة من الغلاف الجوي بنفس مقدار ما ينبعث ، لذا فإن صافي الانبعاثات المضافة هو صفر.

طاقة الرياح والطاقة الشمسية

وتعد الصين بالفعل رائدة على مستوى العالم في إنتاج الطاقة المتجددة ولكنها ستحتاج إلى زيادة قدرتها في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتلبية أهدافها المناخية. وقالت شينخوا إنه بحلول عام 2030 ، تهدف الصين إلى أن يصل إجمالي قدرتها المركبة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى أكثر من 1200 جيجاوات.

وفي السابق ، تعهدت الصين بأن تشكل مصادر الطاقة المتجددة 25٪ من طاقتها المركبة ، وأن تشكل طاقة الرياح والطاقة الشمسية 16.5٪ من طاقة الصين بحلول عام 2025.

ويعتبر الفحم أيضا مصدر الطاقة الرئيسي في الصين ويستخدم على نطاق واسع للتدفئة وتوليد الطاقة وصنع الفولاذ. وبالعام الماضي شكل الفحم ما يقرب من 60٪ من استخدامات الطاقة في البلاد.

ولتحقيق أهدافها المناخية، من المقرر أن تنفذ الصين "إعادة هيكلة صناعية متعمقة، وتسريع تطوير نظام طاقة نظيف ومنخفض الكربون وآمن وفعال" وتكثيف "بناء نظام نقل منخفض الكربون" ، لكنها قالت في الوقت نفسه إنها يجب أن تضمن أمن الغذاء والطاقة أثناء إزالة الكربون بحسب الوثيقة التي صدرت عنها مؤخرا.