تجرد المجتمع اليوم من صفات كثيرة منها الإنسانية، التي تخلى عنها كثيرون لأسباب تافهة وأعذار واهية!

عندما نرى شخصاً ناجحاً فإننا ننظر إلى لونه وشكله وأصله وفصله، فإذا لم يعجبنا أمطرنا عليه سُمّاً من الكلمات الجارحة والموجعة لنوصله إلى الإحباط والتراجع عما كان عليه من نجاح.

ومن المؤسف أيضاً أننا نرفع القبعة للأشخاص الذين يفتقرون حتى لطريقة الحديث اللبقة في كلامهم، ويقومون بأعمال سخيفة وغير هادفة من الفاشنيستا وصاحب الكوميديا السوداء والراقصات وغيرهم، وننسى المخترع والمعلم والمهندس وكل من يملك رسالة سامية للرقي بالمجتمع قائلين له ستبقى ضحية من ضحايا البطالة ولن تملك حق العمل!



وأيضاً عندما يموت أحدهم نظل نتكلم عنه ونحكم عليه بدخول النار وكأننا منزهون من الأخطاء متناسين الخالق!

انتقاء الكلمات مثل انتقاء الأثواب فنحن نختار أروعها لنصبح أجمل في نظر الآخرين وهو أمر في غاية الأهمية فعند تقديم نصيحة لشخص ما يجب أن نحاسب ونضع الكلمة في الفراغ المناسب لها حتى يتقبلها الطرف الآخر بصدر رحب وعندما ننتقد الآخرين يجب أن تكون حروفنا بناءة تدفعهم للتطور والتحسين وليست هدامة تفقدهم الثقة بأنفسهم.

وأخيراً يجب علينا استخدام عملية الانتقاء والفلترة لحروفنا قبل أن تتساقط على مسامع الناس وأعينهم، فربما شخص يثق بك ويكن لك الحب والاحترام إلى آخر درجة ويسمع كلمة اختيرت بشكل غير صحيح فينهدم الحب ويتفتت ليتحول إلى رماد ويصبح كالحروف المتناثرة. هناك كلمات لها أكثر من معنى وحرف فعلينا استسقاء الأفضل منها.. حروفنا هي أبجدية مدرسة الدنيا التي نحياها.

همسة: دعوا الخلق للخالق..

يجب علينا استخدام الكلمات اللبقة عند التحدث مع الناس حتى في مرحلة انتقادهم، ليس لنا الحق في إلحاق الأذى بهم وعلينا احترام وجهات نظرهم حتى لو كانت خاطئة!