تفاءلنا خيراً بعودة الحياة إلى طبيعتها ولو كانت بصورة تدريجية، وعادت معها أخبار استئناف إقامة المعارض الموسمية سواء الداخلية أو الخارجية، وفي الرياضة عادت الجماهير إلى مدرجاتها بعد غياب، وبدأت تنشط الجهات المعنية بالتنظيم في إعداد جداولها لما تبقى من العام الجاري والعام القادم.

لم يتبقَ سوى تطوير العقول القائمة على تنظيم وإقامة تلك الأنشطة والفعاليات، وعمل روزنامة يراعى فيها عدم تضارب أي فعالية مع فعاليات أخرى، خاصة وأننا لا ننظم العديد من الفعاليات كإمارة دبي على سبيل المثال، لذلك من حسن التدبير والتفكير أن لا تتعارض فعالية مع أخرى، وذلك حتى تكون تلك الأنشطة متاحة للجميع، فعلى سبيل المثال يستضيف مسرح الدانة حفلة جماهيرية للفنان راشد الماجد في ذات اليوم الذي تحتضن فيه المملكة مباراة نهائية على كأس قاري من المتوقع أن يصل عدد حضورها الى قرابة العشرة آلاف متفرج، بعد أن كان العدد في المباريات السابقة يناهز الثمانية آلاف في الأدوار الإقصائية.

كان بالإمكان مراعاة التوقيت والتواريخ في إقامة أي مهرجان سواء كان فنياً أو غيره بالاطلاع على الأنشطة، ولو كانت هناك أجندة واضحة ومنسقة لما جاء هذا التعارض، التنظيم يعتبر ركيزة أساسية من أساسيات النجاح إذا ما أردنا أن نسير على خطى الدول التي تنظم وتستضيف وتعزز موقعها على الخريطة السياحية.

وبالحديث عن التنظيم أعود إلى الحفلة الغنائية المنتظرة لسندباد الأغنية الفنان راشد الماجد، حيث واجه الجميع عدة مشاكل من خلال الموقع المخصص لشراء التذاكر، مما يترك انطباعاً سلبياً عن عدم الإلمام بأبسط مقومات النجاح وهي عملية التسويق ومنصات البيع وسهولة الوصول إلى التذاكر المطروحة.

وفي هذا السياق أعود بالذاكرة إلى رافد مهم من روافد السياحة التي بدأت المملكة العمل عليها وهي جذب حفلات الأعراس، الفكرة بحد ذاتها فكرة مميزة، ولكن ما يعيبها هو التطبيق والاستثمار، فالأمر لا يتوقف على حجز قاعة وإقامة الزواج وينتهي كل شيء، بل من المفترض استغلال تلك المناسبات في تنظيم الزيارات للمواقع الأثرية والتراثية والأسواق القديمة والترويج للمملكة عبر منشآتها السياحية والتجارية.

الفرص لا تأتي تباعاً ولا حتى دائماً، وإن أردتم السياحة فطوروا فكر القائمين عليها.