على حين غرة أصبحت أوراق الضابط السعودي الفار سعد الجبري في برنامج 60 دقيقة تتصدر الأخبار الأمريكية الأولى، فلماذا وما محركها! وهل تعتبر من أدوات ضغط الإدارة الديمقراطية على السعودية كما كان تقرير وأوراق 11 سبتمبر، ثم أوراق خاشقجي، وأوراق حرب اليمن!

رب إشارة أبلغ من عبارة كما قال ابن جني، والنفط هنا هو الإشارة المحركة ودافع ابتداع الرئيس الأمريكي جو بايدن الأول لجولة جديدة لشيطنة السعودية، بل ودول الخليج كلها. ففي 12 أغسطس 2021 دعا بايدن أوبك لضخ مزيد من النفط لاستقرار أسعار المشتقات النفطية، وأضاف أن ما اتخذته أوبك من قرارات في هذا المجال غير كافٍ، بل وسمى الارتفاعات بالتصرفات غير القانونية. وقبل أسبوع أدلى بايدن بتصريح قال فيه لا أستطيع أن أتحكم في أسعار النفط، لو استخدمنا مخزوننا الأمريكي فلن ننجح سوى في تخفيض 18 سنتاً وهذا لا يكفي، لكن إمكانية تخفيض أسعار النفط تعتمد على السعودية. يضاف لذلك تقرير بلومبيرغ أن ما يقارب 740 مليار دولار ستعود إلى خزائن الكويت والسعودية والإمارات بسبب الطفرة في ارتفاع أسعار النفط.

وعليه ليست مقابلة الجبري لبرنامج «60 دقيقة» إلا سلسلة من أدوات تلفيقية وإيحاءات يراد لها أن تصبح قناعات في ذهن المتلقي كتشويه سمعة وضغط على الرياض ودول الخليج عامة حيث سيتم فتح ملفات حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية وسجل كل دولة خليجية منفرداً في المعايير الأمريكية. وقد أرسلت سفارة السعودية بواشنطن بياناً لبرنامج «60 دقيقة» يوضح بالأدلة جرائم سعد الجبري والمبالغ التي قام بسرقتها. ومن باب لا تُلبسوا الرجل ثوباً ليس له نرى أن تأجيل المقابلة 4 سنوات يشي أن هناك من يدير الجبري ويوقت تحركاته، ونكاد نجزم أنه كان رجل واشنطن بالرياض.

وما يجري هو حملة شيطنة وأخذ دول الخليج واحدة بعد الأخرى بل قد يتوسع ليشمل شيطنة «أوبك +»، فالمحرك واحد وهو ارتفاع أسعار النفط، ولن يفاجئنا خروج من يدعو لعودة المغامرة الأمريكية القديمة لاحتلال منابع النفط عام 1973 وإحياء مشروع وزير الدفاع الأمريكي جيمس شيلزنغر وأخذ حقول النفط بالقوة.

بالعجمي الفصيح

حملة الشيطنة قد تتوسع لكل دول الخليج وربما تصل إلى «أوبك +».