تتسارع الأحداث المؤسفة على العاصمة المؤقتة عدن، التي لم تكد تستفيق من محاولة اغتيال محافظها، حتى وجدت نفسها أمام حادثة مأساوية أخرى.

هذه الأحداث التي تكالبت على "مدينة السلام" كما يسمي أهالي عدن مدينتهم، تجسدت في حجم الآثار والكارثة التي تجلت في تفجيرٍ استهدف مطار عدن الدولي، مساء السبت، وخلف تبعات مؤلمة.



الأمر الذي دفع عددا من السياسيين والخبراء اليمنيين للإشارة إلى وجود استهداف ومخطط ممنهج يحاول النيل من مدينة عدن، ويمنع عنها الاستقرار بشكل متعمد.

وأدان القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، الدكتور سالم الشبحي، واستنكر بأشد وأقسى العبارات العمل الإرهابي الجبان الذي وقع، مساء السبت، أمام مطار عدن الدولي.

وقال الدكتور الشبحي لـ"العين الإخبارية" إن التفجيرات المتلاحقة في عدن تهدف إلى زعزعة السكينة العامة ونشر الخوف والهلع، وإظهار العاصمة عدن كمدينة غير آمنة.

واعتبر أن هذه الأهداف مخططات حوثية وإخوانية، هدفها "تركيع الأبطال وتعكير صفو الاستقرار الذي تعيشه عدن، والذي تجسد مؤخرا بزيارة سفراء الاتحاد الأوروبي للمدينة، مؤكدا أن هذه المخططات "لن تنجح أبدا".

تفويت الفرصة

الدكتور سالم الشبحي، رئيس اللجنة الصحية بالمجلس الانتقالي، طالب الأجهزة الأمنية اليمنية بتشديد إجراءاتها ورفع جاهزيتها؛ لتفويت الفرصة على المتربصين، داعيا إلى توسيع حالة الطوارئ وإغلاق المنافذ، وتمشيط المدن أمنيا، لتعزيز جوانب الاستقرار والسكينة العامة في عدن.

النائب الأكاديمي لنائب رئيس هيئة مستشفى الجمهورية العام، أشاد بجبهة الدفاع الصحية، وما يقدمه الأطباء وطاقم التمريض والفنيين وطلاب الكليات والمعاهد الطبية وكل المسعفين الذين بادروا لتقديم الواجب الطبي وقاموا بواجبهم الإنساني تجاه التفجير الأخير على أكمل وجه.

واقترح الدكتور الشبحي في ختام تصريحه لـ"العين الإخبارية"، منع تواجد جميع الورش ومحطات الغاز في الأحياء السكنية، وعلى أرصفة الشوارع العامة، وتنظيم حركة ناقلات النفط داخل المدينة؛ تجنبا لأي كوارث قد تحدث.

استهداف عدن

الوزير اليمني السابق عبدالرقيب سيف فتح، قال إن استهداف مطار عدن الدولي يوم السبت، بانفجار سيارة مفخخة وسقوط قتلى وجرحى "يبين لنا أن مدينة عدن مستهدفة؛ ويجب علينا حمايتها جميعا، كمسؤولية مُلحة".

وكتب على حسابه في "تويتر"، رصدتها "العين الإخبارية": "عدن تحتاج إلى غرفة عمليات مشتركة، يتوحد فيها القرار الأمني والعسكري، لحمايتها كعاصمة مؤقتة".

كما دعا إلى توحيد آليات المراقبة والمتابعة الأمنية في عدن، عبر غرفة العمليات المشتركة؛ والتي ستسهل عملية المتابعة التكاملية، لكافة مديريات عدن الثمان.

القضية العادلة

فيما أكد نائب رئيس لجنة الحوار الوطني الجنوبي، أحمد عمر بن فريد، أن ثقة أبناء عدن بأنفسهم كبيرة، ولا يمكن لها أن تضعف أو تهتز لأنهم أهل حق وقضية عادلة.

وأشار بن فريد إلى الانفجار الأخير في مطار عدن، قائلا: "مهما كثرت النوائب والدسائس، ومهما تكرر الخذلان أو أظهرت الأيام اسوأ ما فيها، فإن ثقتنا بأنفسنا كبيرة لا يمكن لها أن تضعف او تهتز لأننا أهل حق وقضية عادلة".

ودعا إلى مواجهة هذه الدسائس، بقوله: ”التماسك والثقة والصبر وقت الشدائد هو ما يجب أن نكون عليه في مختلف المراحل”.