نقطة لابد من الالتفات إليها وتجنب تكرارها مستقبلاً، تخطيط الطرق والمناطق وتهيئة البنية التحتية قبل الشروع بأية مشاريع، وأنا هنا لا أتحدث عن العموميات ولكن بالشواهد والأدلة، حيث تصادف مروري على منطقة سار التي باتت المجمعات التجارية على مداخلها أكثر من عدد منازلها، وهناك مبانٍ تجارية ومجمعات تجارية قيد الإنشاء، كل ذلك يعتبر إيجابياً وحضارياً وهاماً في الوقت ذاته، لكن كيف تمنح الرخص والمنطقة غير مهيأة، وتعاني في المقام الأول من ازدحام مروري وعدم وجود بنية تحتية ولا تخطيط واضح المعالم ينقذ الأهالي ورواد تلك المجمعات التجارية من الازدحامات الخانقة.

لكم أن تتخيلوا طريقاً بمسار واحد في كلا الاتجاهين يخدم أهالي المنطقة السكنية ويخدم زوار المجمعات التجارية والعيادات الطبية وعربات الطعام التي غزت هذا الطريق، ويتفرع من هذا الطريق العديد من المداخل والمخارج مما يجعل الأمر وكأنها متاهة لمنطقة للأسف وأنها جديدة وتم التخطيط لها قبل توزيع وتصنيف مساحاتها.

على بُعد أمتار قليلة من هذا العك وسوء التخطيط تقبع أزمة أخرى وهي تكدس الشاحنات المتجهة لجسر الملك فهد، هذا المشروع الضخم يفتقد لأبسط مقومات التخطيط وهي آلية مرور الشاحنات، وبالتالي النتيجة عبارة عن طوابير من الشاحنات تقف متصدية لأهالي البديع وسار والهملة والجنبية والجسرة معرقلة دخولهم إلى مناطقهم والسبب غياب التخطيط.

غياب التخطيط أمر من الممكن أن نتفهمه في المناطق القديمة، ولكن أن يمتد ذلك الغياب بهذا السوء إلى المناطق الجديدة والتي من المفترض أنه تم تخطيطها مسبقاً وإعداد البنية التحتية قبل منح التراخيص فهذا لا يدل إلا على أمر واحد يتلخص في أن العمل عشوائي وغير منظم ولا يوجد تفسير غيره.

الأدهى من هذا وذاك بأن وسط كل تلك المآسي تأتي بعض الجهات لتغلق بعض المسارات والأجزاء في هذه المناطق المزدحمة بغرض التجديدات والحفريات وكأنها القشة التي قصمت ظهر البعير، لتضيف إلى المأساة مأساة أخرى ومعاناة جديدة لرواد تلك المواقع. نبحث عن النجاح والتطور لنصطدم بواقع مرير عنوانه الرئيس غياب التخطيط، فكيف سنرتقي إذا كنا نفتقد أبسط المقومات وهي التخطيط وقبل التخطيط العقول التي من المفترض أن تكون في المكان المناسب.