حذرت رئيسة مجموعة مكافحة التدخين والتبغ بقسم مكافحة الأمراض في إدارة الصحة العامة د.إجلال العلوي من أن تدخين الشيشة لمدة ساعة في الخيام الرمضانية يعادل تدخين 200 سيجارة.
وأوضحت أن الكثيرين يقضون أوقاتهم خلال شهر رمضان الكريم في تدخين الشيشة بالخيام الرمضانية، وأصبحت عادة اجتماعية منتشرة يمارسها الكثيرون بعد الإفطار بحجة قضاء الوقت والاستمتاع بليالي شهر رمضان.
وتابعت: الحقيقة المؤلمة أن الخيام تسبب مشكلة صحية كبيرة للمدخنين ولغير المدخنين الذي يجلسون معهم ويتعرضون للتدخين السلبي، ويعود السبب في ذلك لكمية الدخان المستنشقة خلال فترة زمنية طويلة مع تدخين مُركّز، ما يجعل جلسة واحدة لتدخين الشيشة مدتها ساعة تعادل تدخين من 100 إلى 200 سيجارة، خلافاً للمعتقد السائد بأن ضرر تدخين الشيشة أخف من تدخين السجائر.
ونوهت إلى أنه علاوة على ذلك، يمكن أن تنتقل بعض الأمراض المعدية من خلال استخدام الشيشة مثل مرض السل الرئوي والتهاب الكبد الوبائيC وفيروسات الأنفلونزا، كما أن تركيز القطران الذي يعتبر مادة مسرطنة في الشيشة هو أعلى بكثير من السجائر.
وأكدت أن الكمية الهائلة من الدخان الناتجة عن تدخين الشيشة والتي يزيد ضررها بسبب النكهات الاصطناعية والفحم الذي يستعمل لإحراق المعسل، تؤثر على صحة الشخص المُعرّض لها بشكل سلبي وبطرق متعددة، وتسبب أضراراً تصيب الجهاز التنفسي وغير التنفسي ومنها تضرر الأوعية الدموية وزيادة مخاطر جلطات الدم وتقليل كمية الأوكسجين التي تُنقل من خلال خلايا الدم.
وأشارت إلى أن الدراسات أظهرت أن النساء أكثر عرضة لآثار التدخين الضارة مقارنة بالرجال، وأن مضاعفات تدخين الشيشة لا تقل بأي حال عن تدخين السجائر حيث تسبب الإدمان وتزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان وأمراض الرئة الانسدادية المزمنة وأمراض الأوعية الدموية وأمراض اللثة وأورام الفم والمريء، وبالنسبة للمرأة بشكل خاص التدخين يسبب الشيخوخة المبكرة والتجاعيد.
وحول مادة النيكوتين، أوضحت د.العلوي أن مادة النيكوتين هي المادة الكيميائية الأساسية المسؤولة عن التسبب في إدمان تدخين منتجات التبغ ولها أضرار عديدة على الصحة فهي مادة عالية السمية ويمكن حدوث الموت نتيجة التسمم الحاد خلال بضعة دقائق تبعاً للقصور التنفسي الناتج عن شلل العضلات التنفسية، ومن تأثيراتها على الإنسان التسبب في سرطان الرئة. ويعد التدخين مسؤولاً عن 90% من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة، وسرطان الحنجرة ويظهر بنسبة 25,5% لدى المدخنين أكثر من غيرهم، كذلك المدخنون ست مرات أكثر عرضة لسرطان الفم واللسان من غير المدخنين، والرجال المدخنون عرضة للوفاة من سرطان المعدة بنسبة الضعف مقارنة بغير المدخنين، والنساء المدخنات أكثر بنسبة 49% من غير المدخنات معرضات للوفاة من سرطان المعدة.
وأضافت أن التدخين يتسبب في 55% من الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية كما أنه سبب رئيسي للأمراض القلبية المختلفة كارتفاع الضغط الدموي وتسارع نبضات القلب والزيادة في نسبة الكولسترول في الدم. بالإضافة إلى الرائحة الكريهة المنبعثة من الفم وتسوس الأسنان، والتهاب اللثة، وفقدان الشهية للطعام، والأرق والتعب، والتهاب القرحة المعدية، وضعف القدرة الجنسية، وضعف الذاكرة والصداع المتكرر المزمن.
ودعت د.العلوي إلى قضاء الشهر الفضيل في التعبد والتراحم، عوضاً عن هدر المال والصحة في ممارسة السلوكيات الضارة بجميع فئات المجتمع.
ولفتت إلى أن طريق الإقلاع عن التبغ بجميع أنواعه هو قطعاً الطريق الأكثر أماناً من طريق الإدمان، وأن شهر رمضان فرصة لا تعوض للتوقف والتخلص من هذه الآفة التي تهدد الفرد والمجتمع.