أين كان جيش فضاء إيران الإلكتروني، الذي تقوده مؤسسة الحرس الثوري وقوات الباسيج على شكل مجاميع من الميليشيات والفصائل الرقمية، أين كانت مما حدث حين عطّل اختراق سيبراني محطات توزيع الوقود في إيران منتصف أكتوبر 2021، أعقبه بعد أسبوع عطل ضرب شبكة مترو أنفاق طهران وتوقفت القطارات. ولم تستطع الحكومة إنكار تعرض إيران للهجمات السيبرانية بل والإقرار بعجزها عن وقفه، فقد أكد مركز «ماهر» لإدارة التنسيق والإغاثة في الحوادث الإلكترونية التابع لوزارة الاتصالات والتكنولوجيا الإيرانية أن هجمات واسعة النطاق استهدفت مؤسسات حكومية عدة أدت إلى انقطاع الاتصال بشبكات وخدمات عدد من الجهات. ومنذ 2010 تم اختراق المؤسسات الإيرانية الحساسة حيث تم اختراق مفاعل نطنز بإدخال برنامج فيروسي مُعقد يحمل الاسم المشفر «ستوكسنت» إلى أجهزة الكمبيوتر التي تتحكم في أجهزة الطرد المركزي وتسبب في إخراج أجهزة الطرد المركزي عن نطاق السيطرة. كما تعرضت موانئ ومحطات طاقة ومنشآت عسكرية ونووية إيرانية لعدة حوادث تخريب سيبراني. لكن الملاحظ في الهجمات الأخيرة هي استهداف ثقة الشعب الإيراني في حكومته، ويعني تعرض المواصلات وهي عصب الحياة لهجوم سيبراني يعني فشل الحكومة في الوقوف في وجه عدو خفي.

أما مصدر الهجمات، كما تتفق أغلب الترجيحات فمن تل أبيب أوواشنطن، على خلفية إصدار الرئيس الأمريكي السابق ترامب أوامر بشن هجمات إلكترونية واسعة على إيران. مما يعني دخول مرحلة تبادل الضربات.

كما يتضح ان خط طهران الدفاعي الأول هو الاعتماد على «دليل تالين»، وهو توجيهات عامة نشرته مجموعة من الخبراء القانونيين والعسكريين كدليل يشير إلى أن القانون الدولي الإنساني ينطبق على الحرب السيبرانية، والهدف المنشود هو الحد من المعاناة البشرية.

بالعجمي الفصيح

بعد أيام لن يشاهد أهل طهران المغيرات في السماء، ولن تخرج من البحر أو عبر محاور الهجوم البرية لتطبق على طهران، بل ستشن بحرب سيبرانية خفية لتنغص حياتهم والبديل هو الاستمتاع بقراءة «دليل تالين» كما تستمع حكومتهم بقراءة دليل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.