تشرفت بحضور جلسة برلمان الشباب التي عقدت يوم الخميس الماضي، ,كانت الجلسة بمثابة موسم حصاد ما زرعه ملكنا الغالي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، وتؤكد على دور الشباب في صنع القرار. لازمت الابتسام طيلة وجودي في قاعة مجلس النواب، كانت هذه الابتسامة منبعثة من فرح ممزوج بفخر عارم سكنني وأنا أتابع مداخلات الشباب، ونقاشاتهم الرائعة.

هذا المشهد عاد بي إلى الوراء إلى ما قبل عشرين عاماً، لأتذكر المشروع الطموح الذي حرص عليه مليكنا الغالي، وجاهد من أجل إقراره، رؤية استشرافية حاول الكثيرون إحباطها، ولكنها بفضل الله وبفضل مليكنا وقائدنا الهمام ذي الرؤية الثاقبة والبعيدة المدى وتلاحم الشعب، وإيمانهم بمشروع حضرة صاحب الجلالة تم إقرارها من خلال مشروع ميثاق العمل الوطني، الذي صوت عليه الأغلبية الساحقة من الشعب. وما حدث في جلسة برلمان الشباب هو شاهد من شواهد نجاح هذا المشروع الرائد، الذي أسس جيلاً ديمقراطياً، يساهم مساهمة إيجابية في صنع القرار.

رأيي المتواضع

في الكلمة الافتتاحية لبرلمان الشباب، قدم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب كلمة ارتجالية رائعة، أكد فيها سموه على توجيهات جلالة الملك حفظه الله الرامية إلى الاهتمام بالشباب، واحتضان آمالهم، كما أكد سموه أن جميع المشاريع التنموية تضع شباب البحرين في قائمة أولوياتها.

كما كرر سموه حفظه الله أن شباب البحرين هم مستشارو جلالة الملك، هذا اللقب رفيع المستوى من شأنه أن يبعث في قلب كل شاب بحريني جرعة من الفخر الممزوج بالمسؤولية ليكون خير مستشار لصاحب الجلالة؛ فهذا اللقب يحمل في طياته ثقة كبيرة بالشباب البحريني وبأفكاره التطويرية التنموية التي من شأنها أن تنهض بالبحرين عالياً.

رسالة أكررها على كل شاب بحريني، أتعلم ما معنى أن تكون (مستشار لجلالة الملك)؟؟ أتعي أبعاد هذا اللقب؟؟ أتعي كمية التشريف والتكليف الذي بين طياته؟؟ أتمنى من كل شاب بحريني أن يفكر جلياً في هذا اللقب، وأن يضع البحرين نصب عينيه في كل عمل يقوم به، وأن يساهم بأفكاره النيرة للمساهمة في بناء ونهضة الوطن، فأنتم حملة لواء القيادة في المستقبل.

ولي ملاحظة أخرى خاصة بإدارة الجلسة، التي ترأستها معالي السيدة فوزية زينل رئيسة مجلس النواب، للأمانة لم أشعر بها كرئيسة للجلسة مطلقاً، بل شعرت بأنها أم لكل مشارك من الشباب، كنت أرى كم الفخر الذي يختلجها عندما يقوم أي شاب بالمشاركة، كنت أرى احتواءها واحتضانها لهم، وكأن كل شاب من هؤلاء ابن لها. كما أرفع القبعة للوزراء المشاركين في الجلسة على سعة صدرهم، وعلى احتوائهم أفكار الشباب، وكم شعرت بالسعادة وأنا أسمع السادة الوزراء ينادون البرلمانيين الشباب بـ(أبنائي).

جلسة برلمانية شبابية رائعة، شاهدنا فيها جيل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وهم يمارسون حقهم في التعبير عن آرائهم تحت قبة البرلمان بكل احترافية واقتدار.