من المؤسف جداً أن نتساءل في مثل هذا الوقت -ونحن على أبواب الاحتراف الكروي- عن أسباب تأخر انطلاق مسابقات الفئات العمرية لكرة القدم بعد التوقف الاضطراري الذي فرضته علينا ظروف جائحة كورونا في الموسمين الفائتين، ولكن ما يدور في الوسط الكروي في وقتنا الحاضر يدعونا إلى طرح هذا السؤال: أين فئاتكم يا أندية وأين هي ادعاءاتكم بالاهتمام بالقاعدة التي كان أغلبكم يطلقها من خلال وسائل الإعلام المختلفة؟!

لست هنا بصدد تعميم هذا القصور على جميع الأندية الأعضاء بالاتحاد البحريني لكرة القدم، بل أعني بذلك غالبية الأندية التي عجزت عن تقديم كشوفاتها القانونية الخاصة بفرق الفئات العمرية مما جعل اتحاد الكرة مضطراً إلى إرجاء مسابقات هذه الفئات إلى وقت لاحق لعل وعسى تتمكن هذه الأندية «المقصرة» من استكمال كشوفاتها ولو بالحد الأدنى للعدد المطلوب!

لم أكن أتصور بأن إهمال الفئات العمرية التي تمثل القاعدة المستقبلية للعبة سيصل إلى هذا الحد خصوصاً في بعض الأندية المصنفة ضمن أندية «النخبة» التي كانت فئاتها في السابق تشكل رافداً أساسياً للفريق الأول!

هل يعقل أن يتسبب توقف المسابقات الرسمية للفئات العمرية لموسمين متتاليين في تسريح جميع لاعبي هذه الفئات في ظل وجود بدائل عديدة تتوافق مع الاشتراطات الاحترازية التي اقرها الفريق الوطني البحريني؟!

القليل من الأندية التي استطاعت أن تحافظ على كيان فئاتها العمرية وهذه الأندية هي التي تجاوبت مع قرار اتحاد الكرة باستئناف مسابقات هذه الفئات وقدمت كشوفاتها وفق متطلبات وشروط اتحاد كرة القدم، بينما ساد الارتباك عدد كبير من الأندية التي لم تتمكن من استيفاء شروط المسابقات الأمر الذي جعل اتحاد الكرة يتجه إلى قرار الإرجاء!

اتحاد الكرة يواجه حاجزاً آخر في هذا الإطار ألا وهو نقص الملاعب الصالحة لإقامة مسابقات الفئات العمرية نظراً لمحدودية ملاعب الأندية ولعدم صلاحية أرضيات بعض الملاعب الترتانية وهذه المشكلة في حد ذاتها بمثابة الرسالة الموجهة إلى وزارة شؤون الشباب والرياضة باعتبارها الجهة الرسمية المسؤولة عن المنشآت الرياضية وما يتبعها من ملاعب وصالات وشؤون صيانتها.

نتطلع بشوق لاستئناف مسابقات الفئات العمرية ونتمنى أن يكون ذلك في القريب العاجل آملين أن تعيد تلك الأندية «المقصرة» ترتيب أوراقها وتكثف اهتمامها بهذه الفئة المستقبلية.