في حين تحاول اليونان التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لمنع تخلفها عن سداد دينها الكبير ولمواجهة احتمال خروجها من منطقة اليورو، قد يكون للشرق الأوسط فرصة للاستفادة من هذه الأزمة بفضل انخفاض سعر اليورو وتدفق رؤوس الأموال من أوروبا، بحسب نور الدين الحموري، المحلل في شركة "إي دي إس سيكيوريتيز" التي تتخذ من أبو ظبي مقراً لها.
وقال الخبير حموري لـ"العربية نت" أنه "بغض النظر عن احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو والعودة إلى عملتها القديمة الدراخما، فإن انخفاض اليورو في مارس إلى أدنى مستوياته في 12 سنة قد يؤدي إلى مساومات لصالح الشرق الأوسط حيث الدولار الأميركي هو المهيمن.
وأضاف حموري أن "مخرج لليونان من هذه الأزمة قد يكون إيجابيا للشرق الأوسط،" مرجحاً أن الأعضاء الست في مجلس التعاون الخليجي سيكونون الأكثر استفادة بعد إثباتهم أن المجلس مستقر وآمن مادياً.
وأشار حموري إلى أن أوروبا ستزيد من تدفقاتها باتجاه مجلس التعاون الخليجي بفعل الشكوك حيال الوضع في اليونان.
ولكن بحسب تقرير نشر في مجلة أريبيان بزنس، التي تتخذ من دبي مقراً لها، فيقول المحلل الاقتصادي إن تريث المستثمرين في الشرق الأوسط الذين يتطلعون إلى الخارج هو خطوة صحيحة.
ورداً على التقرير الأخير، قال حموري إنه بغض النظر عن المخاطر، فإن الوضع الحالي يجعل نسبة الخطر والمكافأة عالية جداً بالنسبة للمستثمرين في منطقة الشرق الأوسط. وقال "الفرص موجودة ولكنها تحتوي على مجازفة في الوقت الحاضر. ولكن المكافأة لن تكون من دون مخاطرة.
من جانبه قال الخبير الاقتصادي في كلية لندن للاقتصاد، فاسيليس موناستيريوتيس، لـ"العربية.نت" إن هناك مجازفة إضافية على مستوى زعزعة الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك تركيا، الأمر الذي قد يؤدي إلى "تداعيات إقليمية واسعة."
هذا و لم تتلق أثينا أموالا بموجب خطة الإنقاذ منذ أغسطس العام الماضي إذ أن معاملاتها المالية تعتمد على السيولة النقدية الطارئة التي يقدمها البنك المركزي الأوروبي بشكل أسبوعي.
وأشار حموري أنه رغم أن العلاقات الاقتصادية بين اليونان ودول الشرق الأوسط محدودة، إلا أن الأخيرة لازالت علاقتها بالشركات الأوروبية وقطاعها المصرفي جيدة.
ويعتقد الكثير من المحللين أن خروج اليونان من منطقة اليورو قد يؤدي لانهيار المشروع الأوروبي إذ هناك احتمال خروج دول أعضاء يعانون من مصاعب مالية، كإسبانيا والبرتغال، من منطقة اليورو.
ولكن هل ستخرج اليونان من منطقة اليورو؟ كلا الخبيرين حموري وموناستيريوتيس لا يرجحان هذا الاحتمال.
بالنسبة لموناستيريوتيس، فحتى مع احتمال تخلف اليونان عن سداد دينها، فقال "إن خروج اليونان من منطقة اليورو يبقى مستبعد جداً".
وأضاف موناستيريوتيس: "بدلاً من ذلك، قد يكون هناك قيود مؤقتة لضوابط رأس المال، الأمر الذي قد يؤدي إلى تسوية سياسية في الأسابيع أو الأشهر المقبلة."
أما حموري فقال: "في نهاية اليوم، الأغلبية في منطقة اليورو اتفقت أن اليونان بحاجة للبقاء معها. وبالتالي، سيفعلون كل ما يلزم لحل القضايا الراهنة".