وصفت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، أداء الدبلوماسيين الجدد في إيران بـ“الكارثي“، معتبرة أنهم غير مؤهلين للمشاركة في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي التي تدرك طهران بالتأكيد فوائده الاقتصادية.

واستشهدت المجلة بتبني وزير الخارجية الجديد حسين أمير عبداللهيان وجهات نظر مغلوطة حول الاتفاق النووي، وحول تأثير العلاقات الأمريكية الأوروبية على سياق الاتفاق.

وقالت المجلة إن عبداللهيان منذ بداية ولايته أصدر أكثر من مرة تصريحات مربكة حول الإطار الزمني لاستئناف المحادثات، لا لشيء سوى معارضة مع ما يقوله المتحدث باسم وزارة الخارجية.



وأشارت المجلة إلى أن الارتباك الذي يسببه عبداللهيان تفاقم في وقت لاحق عندما اقترح أن تقوم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بإلغاء تجميد 10 مليارات دولار من الأموال الإيرانية قبل عودة إيران إلى المحادثات.

وقالت ”فورين بوليسي“ إنه بعيدا عما سببته تصريحات عبداللهيان من إرباك للقوى العالمية فيما يتعلق بنوايا طهران، فقد كشفت عن افتقار وزير الخارجية الإيراني الجديد إلى فهم للسياسة الأمريكية الداخلية، وكيف أنها تحد من نطاق الإجراءات الممكنة التي يمكن للرئيس بايدن اتباعها بشكل واقعي لإحياء الاتفاق النووي.

وعقبت المجلة أن مثل هذه التصريحات أثارت غضب الأطراف الأخرى في الصفقة، بما في ذلك الروس، الذين يفترض أنهم حلفاء لإيران، ولم يتمكنوا من كبح جماح أنفسهم عن السخرية من اللغة المربكة التي استخدمها الوزير الجديد.

ولفتت المجلة إلى أن ”ثمة صورة أخرى أكثر قتامة للدبلوماسيين الإيرانيين الجدد تتمثل في (نائب وزير الخارجية) علي باقري الذي يعتبر رجل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مفاوضات إحياء الاتفاق النووي التي تجرى في فيينا“.

وذكرت المجلة أن باقري يتمتع بسجل حافل من العداء القوي والصريح للاتفاق النووي المكلف الآن بإحيائه.

وقالت المجلة إن باقري سبق أن قدم ادعاءات كاذبة بأن الاتفاق النووي المبرم عام 2015، لم يحظ (في ذلك الوقت) بموافقة المرشد الأعلى علي خامنئي، وإن العديد من الخطوط الحمراء التي حددتها القيادة في طهران تم تجاهلها من قبل الدبلوماسيين الإيرانيين الذين توسطوا في الصفقة.

وأضافت أن باقري أدلى بتأكيدات خاطئة أخرى حول أهمية الاتفاق النووي، والتي دفعت خبراء ومطلعون على الصفقة لمواجهتها في مراحل مختلفة.

وذكرت المجلة أن ”إحساس باقري المشوه بالواقع لا يتوقف مع هذا الاتفاق، فلغة الرجل العامية تخونه لكونه يكافح للتمييز بين مفاهيم مختلفة إلى حد كبير مثل (التفاوض) و (الاستسلام)“.

وتساءلت المجلة عما إذا كانت تشكيلة السياسة الخارجية هذه لإيران تمتلك التوافق والبراعة الدبلوماسية والخبرة التكنوقراطية المطلوبة لمهمة معقدة ودقيقة مثل إحياء الصفقة النووية.