كشف التحالف العربي في اليمن وجماعة الحوثيين، الخميس، عن وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجماعة خلال المعارك الجارية بمحيط مدينة مأرب شمال شرقي اليمن.

وأكد التحالف في بيان سقوط 27 ألف عنصر من جماعة الحوثيين، خلال معارك مأرب منذ اشتداد القتال في يناير الماضي، محذراً أن "عليهم تحمل المزيد من الخسائر".

من جانبها، اعترفت جماعة الحوثيين بسقوط نحو 14 ألفاً و700 من عناصرها، منذ شهر يونيو، خلال المعارك في مأرب، وفقاً لما نقلته وكالة "فرانس برس" عن مسؤولين بـ"وزارة الدفاع" التابعة للحوثيين، في إعلان نادر إذ لا تكشف الجماعة عادة عن خسائرها.



وفي المقابل، قال مسؤولان بالقوات الحكومية لـ"فرانس برس"، إن المعارك الضارية حول مأرب أسقطت 1250 مقاتلاً في صفوف القوات الموالية للحكومة خلال الفترة ذاتها منذ يونيو الماضي.

استهداف "خبراء الحرس الثوري"

وفي وقت مبكر من صباح الخميس، أعلن التحالف العربي في اليمن أنه "استهدف خلال عملية واسعة ضد أهداف عسكرية، منشأة سرية لخبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في اليمن، متورطين في الأعمال العدائية".

وأضاف في وقت لاحق أنه نفذ 35 عملية استهدفت آليات وعناصر تابعة لجماعة الحوثيين بمحافظتي مأرب والجوف خلال الـ24 ساعة الماضية، أدّت لتدمير 24 آلية عسكرية والقضاء على 200 عنصر.

واعترضت قوات التحالف ليل الأربعاء الخميس، طائرة مسيّرة حاولت استهداف مطار أبها الدولي جنوب غربي السعودية.

أزمة النازحين

وأعلنت إدارة مخيمات النازحين بمحافظة مأرب، مطلع نوفمبر الجاري، أن أعداد النازحين والمهجرين قسراً من المديريات الجنوبية لمحافظة مأرب، منذ مطلع سبتمبر الماضي، بلغت 54 ألفاً و502 نازح، بسبب التصعيد العسكري لجماعة الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وقالت مجموعة من وكالات الإغاثة إن النساء والأطفال يمثلون حوالي 80% من النازحين، الذين اضطروا للتوجه للمدينة تحت ضغط تقدم قوات الحوثي المتحالفة مع إيران للسيطرة الكاملة على واحدة من المناطق الرئيسية المنتجة للطاقة في البلاد.

وأضافت مجموعة الوكالات، بما فيها كتائب الرحمة والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمتا أوكسفام وإنقاذ الطفولة إن "الاحتياجات الإنسانية في مأرب تفوق بكثير قدرات (المنظمات) الإنسانية على الأرض في الوقت الحالي".

إدانة دولية

ودعا المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، الخميس، إلى التكاتف لمواجهة "استفزازات الحوثيين، والأزمة الاقتصادية، وانعدام الأمن".

وقال ليندركينج في تصريحات خلال اجتماع مع المجلس الانتقالي الجنوبي اليمني: "على جميع الأطراف اليمنية العمل معاً لمواجهة التهديدات المشتركة في البلاد".

وأشار المسؤول الأميركي في التصريحات التي نشرها مكتب وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، إلى أن "الوقت قد حان ليعمل الجميع معاً من أجل تحقيق تقدم بشأن تنفيذ اتفاق الرياض".

وفي 20 أكتوبر الماضي، نددت الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي بهجمات الحوثيين الحدودية على السعودية، وطالبت بوقف التصعيد، خاصة في مأرب.

وشدد المجلس في بيانه على "ضرورة وقف التصعيد من قبل الجميع، بما في ذلك الوقف الفوري لتصعيد الحوثيين في مأرب"، مطالباً بـ"وقف فوري لإطلاق النار على الصعيد الوطني" و"حل الخلافات من خلال الحوار الشامل ورفض العنف لتحقيق أهداف سياسية".