داخل مخيّم أقيم مؤخراً غربي اليمن تتجول مجموعة من النسوة بباحته الترابية بسعادة بعدما نجت من جرائم حوثية مروعة جنوبي الحديدة، على البحر الأحمر.

تقول إحداهن إنّ الحياة أصبحت آمنة هنا بعيداً عن مليشيات الحوثي التي مارست جرائم لا تحصى بحق المدنيين في مناطق جنوبي الحديدة.



وأقيم مخيّم الوعرة للنازحين بشكل طارئ بمديرية الخوخة الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة المعترف بها دولياً، مع استمرار تدفق الأسر النازحة من المناطق التي جرى إخلائها جنوب الحديدة تطبيقاً لاتفاق ستوكهولم.

ويقول أحد العاملين في المجال الإغاثي لـ"العين الإخبارية" إن بناء المخيّم الذي يتسع لألف أسرة يأتي استجابة للنداء الذي أطلقته الوحدة التنفيذية للنازحين بالحديدة وهي الجهة الحكومية المخولة بالإشراف على أوضاع النازحين باليمن.

وأضاف أن المخيّم الذي أنشأته الخليّة الإنسانيّة للمقاومة الوطنية بدعم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وزّع وجبات غذائيّة ومواد إيواء على الأسر في المخيّم، الذي امتد على مسافة كبيرة.

وقال عامل آخر إنّ الأسر التي فرّت من مناطق الدريهمي والتحيتا تركت خلفها كل شيء ونجت بأنفسها ما يستدعي تقديم المساعدات الإيوائيّة والغذائيّة إليها.

عنف الحوثي

تسبب عنف مليشيات الحوثي بموجة نزوح لمئات الأسر، ووصلت إلى مديرية الخوخة في ظروف إنسانيّة صعبة، فيما لجأت بعض الأسر إلى منازل أقارب لها في مديرية الخوخة الساحليّة.

وبحسب تقديرات مسؤولين محليين، وصل عدد الأسر النازحة إلى نحو ألف أسرة، فيما أشار عامل إغاثة إلى أن الرقم يقترب من 6 آلاف أسرة نازحة.

وفي المخيّم الجديد، يقول أحد النازحين إن المساعدات التي حصل عليها النازحون عززت لديه مشاعر الأمل بحياة مستقرة في إشارة إلى وجودهم في أماكن بعيدة عن مليشيات الحوثي، التي ارتكبت فظائع من بينها الذبح والقتل والسحل ترتقي إلى جرائم حرب.

وكانت القوات المشتركة أخلت مواقعها المشمولة باتفاق ستوكهولم جنوب الحديدة من طرف واحد، لكن مليشيات الحوثي خالفت قواعد الاتفاق الأممي واجتاحت تلك المناطق في المحافظة الساحلية.

ومارست مليشيات الحوثي خلال السيطرة على تلك المناطق عمليات ترويع بحق السكان وأعدمت وذبحت مدنيين تشتبه بتعاونهم مع القوات الحكومية، ما أدى إلى تفجر أزمة نزوح غير مسبوقة.

مخيمات جديدة

وأعربت المنظمة الدولية للهجرة عن القلق من تجدد النزوح في الساحل الغربي لليمن، مشيرة إلى أن أكثر من 1000 أسرة نزحت خلال يومين فقط.

وأشارت في تقرير حديث لها، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إلى أن العديد من النازحين أجبروا على الفرار للمرة الثانية أو الثالثة، ويتقاسمون الملاجئ المزدحمة مع نقص الخدمات.

وبحسب التقرير، فإن غالبية النازحين داخلياً فرّوا إلى مديرية الخوخة بحدود (895 أسرة) فيما نزحت أكثر (129 أسرة) إلى مديرية المخا التابعة إدارياً لمحافظة الحديدة.

وأبدت المنظمة قلقها بشأن مصير أكثر من 1700 عائلة نازحة بقيت في 7 مخيمات بالقرب من الخطوط الأمامية في التحيتا، حيث أصبح وصول المساعدات الإنسانية إليها محدوداً، إشارة لهجوم الحوثيين وتغييرهم لخطوط التماس.

وأوضحت المنظمة أن السلطات اليمنية شيّدت مخيم نزوح جديد في الخوخة وتخطط لإنشاء موقعين إضافيين في الخوخة وواحد في المخا لدعم النازحين الجدد.