أيمن شكل

أكد مستشار الأمن القومي البريطاني السير ستيفن لوفجروف أن العلاقات البريطانية الخليجية عميقة وممتدة جذورها وستستمر بذلك، مبيناً أن نجاح حوار المنامة يمثل شهادة على الدور القيم الذي تضطلع به البحرين.

وشدد على التواؤم بين البحرين والمملكة المتحدة في قضايا كثيرة، وتفهم الدولتين أهمية المحيط وتأثيره على أمن الدول الجزرية، وهو ما دعا المملكة المتحدة لفتح مرفق الإسناد البحري عام 2018.



وأشار إلى أن المحيط هو النسيج الضامن الذي يجمع الخليج وآسيا، لافتاً إلى تحديين اثنين من التحديات المتداخلة لمستقبل المحيط ولبيئته وأمنه حيث يغطي المحيط أكثر من ثلثي كرة الأرض ويغذي دورة المياه العذبة ويوفر أكثر من نصف الأكسجين.

وقال: "إن المحيط الصحي والموائل الساحلية من الحلفاء الأساسيين في مكافحة تغير المناخ، كما يجعل حياتنا الحديثة مهمة ويربطنا ببعض بأكثر من 700 ألف ميل من الكابلات تحت البحر تنقل الإنترنت والهاتف بجميع أنحاء العالم، ويتم شحن أكثر من 11 مليار طن من البضائع سنوياً في جميع أنحاء العالم واللازمة للتنمية الاقتصادية".

وحذر لوفجروف من التهديد لمستقبل المحيطات، حيث يشهد العالم مأساة بيئية متمثلة في أن ثلث الكائنات البحرية مهددة بالانقراض، فضلاً على المخلفات البلاستيكية التي ستجاوز نصف الأسماك في المحيطات عام 2050.

وأكد أن قانون البحار هو الإطار الذي يحمي حرية البحار والشحن والنقل باعتبارها شريان الحياة الاقتصادية، وقد اختارت بعض الدول التنافس علناً على حرية الملاحة أو إعادة تفسيرها بشكل انتقائي أو ربما تخريبها بشكل سري.

ولفت إلى أن هذه الأنشطة تقوض اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ويهدد الأمن الجماعي والازدهار، مشدداً على أهمية قضايا التهديد على صحة المحيطات والمرور الآمن بدون عوائق في المياه.

وأوضح لوفجروف أن المملكة المتحدة نشرت الاستعراض المتكامل لسياسات الأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية وحددت الإستراتيجية للسنوات المقبلة والتي تتضمن التزاماً ثابتاً بمعالجة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي باعتبارها الأولوية الأولى للمملكة المتحدة.

وأعرب عن فخره بالتوصل إلى اتفاق جلاسكو لمعالجة تغير المناخ، مشدداً على ضرورة العمل الجماعي، مقدماً الشكر للبحرين لانضمامها إلى حماية المحيطات العالمية بحلول العام 2030، داعيا الدول الأخرى لدعم المفاوضات للتوصل لاتفاقية طموحة لحماية المناخ.

وقال ستيفن: "إن البحار المفتوحة هي العمود الفقري والبحرية الملكية تدعم هذا الاتجاه وتتواجد سفنها في جميع أنحاء العالم لحل المشكلات باعتبارها عضواً مؤسساً في تنظيم الأمن البحري الدولي الذي يحمي التدفق الحر للتجارة بمنطقة الشرق الأوسط، والسلام والاستقرار الدوليين، منوهاً باتفاق "أوكوس" بين بريطانيا وأمريكا وأستراليا.

وأشار إلى أهمية ظهور الصين في القرن الواحد والعشرين، مشدداً على ألا يمثل ذلك تحدياً أو تهديداً وأن يكون في سياق التوازن ضمن القواعد التي يجب أن تكون لصالح الجميع وليس لهيمنة دولة على أخرى.

وقال: "سندافع دائماً عن مصالحنا وقيمنا وسندعم الحوار والتعاون وتضافر الجهود ونأمل أن نرى حواراً ومحادثات بين الصين وأمريكا ونود أن تكون المحادثات أكثر تكثيفاً وتتقدم وسنضطلع بتكثيف الحوار بينهما وأن نكون متواجدين معهما".