ببالغ الحزن والأسى تلقى الأئمة والخطباء خبر العمل الإرهابي الجبان بجامع الصادق بدولة الكويت الشقيقة والذي خلف على إثره عدد من القتلى والجرحى أثناء صلاة الجمعة. وأصحاب الفضيلة إذ ينعون أحبتهم في الكويت على مصابهم الجلل سائلين الله تعالى أن يغفر لهم وأن يرحمهم وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان , فإنهم يستنكرون هذا العمل الإرهابي المجرم الآثم الذي لا يصدر إلا من أناسٍ أمتلئت قلوبهم شراً وحقداً ولا تريد بالمسلمين إلا الفساد .وبين أصحاب الفضيلة الخطباء والدعاة أن هذه الأعمال الإجرامية البشعة مما أتفقت الشرائع السماوية والفطر السويَّة على تحريمها وتجريمها , وعلى إنزال العقوبة المغلظة في حقِ من يقوم بها .وبينوا أن النصوص الشرعية من الكتاب والسنة كثيرة في تجريم هذا الفعل والتغليظ في فاعله منها قوله تعالى : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (المائدة : 33)وإنَّ مما يزيد هذا الفعل شناعةً وقبحاً أن يقع في بيت من بيوت الله تعالى , وفي يوم عظيم هو يوم الجمعة ولا شك أن هذا الفعل داخلٌ قطعاً في قول الله تعالى :( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (البقرة : 114 ) فبيوت الله تعالى حقها التعظيم والتوقير , وهي محلٌ للعبادة ولذكر الله تعالى ومأوى آمن لجميع المسلمين, وفاعل هذا الجريمة النكراء قد أقدم على منكرٍ عظيم وكبيرة من الكبائر أعظمها محادة الله تعالى في مساجده المعظمة .وأصحاب الفضيلة الخطباء والدعاة إذ يستكرون هذه الأفعال القبيحة , فإنهم يذكرون جميع المواطنين بتقوى الله تعالى , واحترام هذا الشهر الكريم وتعظيمه , وعدم السماع إلى أصوات الفتنة التي تريد أن تثير الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد وتشق الصف وتنشر الفساد بينهم , خاصةً في هذه الأيام التى تسعى فيه الأيادي الخبيثة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في دول الخليج .سائلين من الله عز وجل أن يجمع شمل المسلمين على البر والتقوى , وأن يقيهم الفتن ما ظهر منها وما بطن , وأن يوفق ولاة أمرنا , ورجال الأمن إلى ما فيه استقرار والوطن وأمنه.