حين أرسلتُ طرداً لابنتي خارج البحرين عبر البريد الحكومي، وقبل أن أكمل يوماً من إرسال الطرد، وصلتها رسالة مفادها بأن عليها أن تدفع ديناراً واحداً فقط لاستكمال وصول الطرد إليها. وما عليها سوى أن تفتح الرابط المرفق لأجل الدفع. ولأننا ندرك جيداً أن هذه «الحركات»، ما هي إلا مجرد محاولات لقرصنة الحساب البنكي وغيره، فلم نعر أي اهتمام لهذه الرسالة. لكن السؤال المطروح هو، كيف علم هذا «الهاكرز» بأننا أرسلنا طرداً عبر البريد الرسمي، ليقوم هو الآخر -وقبل انقضاء أقل من 24 ساعة- بإرسال رسالة تحمل شعار البريد وشعار الدولة، وكأنه يعلم يقيناً بكل شخص يرسل طرداً خارج مملكة البحرين!!

هذا الأمر الخطير جداً، يجب أن يكون محط أنظار الجهات الرسمية، ومتابعة هذا الأمر، للوقوف على أسبابه ومسبباته، ومن ثم معالجته بشكل جذري وكامل.

من جهة أخرى، فإنه يجب توعية الجمهور بشكل أوضح وأكبر بخصوص حملات القرصنة الإلكترونية. نعم، لقد قام بريد البحرين مشكوراً قبل فترة بتوضيح هذا الأمر، وتحذيرنا من عدم فتح أي نوع من الروابط الإلكترونية التي تحمل صفة «بريد البحرين»، كما حذر من أمر في غاية الأهمية، وهو أنه لا يقوم بإرسال مثل هذه الروابط للجمهور. لكن ومع ذلك، فإنه يجب أن تتوالى الحملات الحكومية بتوضيح مثل هذه الأمور، وتسليط الأضواء عليها بشكل كبير ومستمر، لتصل هذه الرسائل الإعلامية في نهاية المطاف لكل الناس في البحرين، ولكل المواطنين في الخارج.

من جهتنا نحن كإعلاميين، فإننا نحذر الجمهور الكريم، سواء من مواطنين أو مقيمين، بأن يتجنبوا كل أنواع الروابط الإلكترونية، خاصة من الجهات غير الموثوقة، بل والأهم من كل ذلك، عليهم أن يعلموا بأن الجهات الحكومية الرسمية، وحتى الجهات المصرفية الخاصة مثل «البنوك» وغيرها، لا تقوم بإرسال أي نوع من الروابط للجمهور لأجل فتحها. وليكن هذا الأمر من بديهيات استعمال الأجهزة الذكية عند الكبار والصغار، فسوء استعمال مثل هذه المواقع الإلكترونية بالطريقة الصحيحة، وعدم معرفتهم التعامل مع الروابط الإلكترونية بصورة سليمة، سيكلف البعض الكثير من الخسائر المادية وغيرها، وسيندمون لو فتحوا رابطاً، ما هو إلا عبارة عن قرصان إلكتروني يسحب كل بياناتهم وأموالهم في لحظات.