شيعت الكويت اليوم في جنازة حاشدة 26 شخصاً استشهدوا في الاعتداء الانتحاري الذي استهدف مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر بمدينة الكويت، وسط حداد شعبي ورسمي، والذي أعلن تنظيم الدولة "داعش" الإرهابي مسؤوليته عنه، فيما قالت وكالة الأنباء الكويتية إن السلطات احتجزت مالك السيارة التي أقلت الانتحاري إلى المسجد، بينما قال التلفزيون الكويتي ووكالة الأنباء الرسمية إن وزارة الداخلية صرحت بأنها تبحث الآن عن سائق السيارة اليابانية الصنع الذي غادر المسجد فور وقوع التفجير.
وأعلنت مصادر كويتية أن مدة التعازي ستكون لثلاثة أيام ابتداء من أمس في "المسجد الكبير"، أكبر مساجد المسلمين السنة في الكويت، في إشارة إلى التضامن بين الطائفتين.
وخيم الحزن على وجوه المشيعين في المقبرة الجعفرية بمنطقة الصليبخات حيث أقيمت صلاة الجنازة بحضور كبار المسؤولين في الدولة وعدد كبير من نواب البرلمان.
وخلال مراسم التشييع تواجد رجال الأمن وسيارات الشرطة بكثافة كما حلقت طائرة هليكوبتر فوق المكان.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على القتلى بعد لف جثامينهم بعلم الكويت.
وقالت وزارة الصحة في بيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية إنه تم تجهيز عيادتين بالمقبرة الجعفرية لاستقبال الحالات الطارئة أثناء مراسم تشييع الشهداء وتم تخصيص عدد من سيارات الإسعاف في المسجد الكبير.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان أن 26 شخصاً استشهدوا فضلاً عن الانتحاري كما جرح 227 آخرون في أحد أسوأ التفجيرات في البلاد، وهو الأول الذي يستهدف مسجداً.
واستهدف الهجوم مسجد الإمام الصادق في مدينة الكويت خلال صلاة الجمعة.
وأعلن القائمون على شؤون المسجد في بيان أن "شهداء الكويت" سوف يدفنون في المقبرة الشيعية، غرب العاصمة.
وأضاف البيان أن مدة التعازي ستكون لثلاثة أيام ابتداء من السبت في "المسجد الكبير"، أكبر مساجد المسلمين السنة في الكويت، في إشارة إلى التضامن بين الطائفتين.
واعتبر أمير البلاد والحكومة والبرلمان والمجموعات السياسية ورجال الدين أن الهدف من الهجوم هو إثارة الفتنة الطائفية في الإمارة.
وقد سارعت الجماعات الدينية والسياسية السنية إلى إدانة اعتداء ارتكبه "داعش".
وقد أعلنت وزارة الداخلية أن أجهزة الأمن قامت بالتحقيق مع "عدد غير محدد من المشتبه بهم" في الاعتداء الذي وقع في منطقة الصوابر.
ودعت وزارة الداخلية في بيان إلى "عدم الانسياق وراء ما يتردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي من شائعات مغرضة" حول الهجوم.
وتابع البيان أن الأجهزة الأمنية "ستتعقب المشتبه بهم وتقدمهم للعدالة بأسرع وقت ممكن وستقف بالمرصاد لكل من يحاول زعزعة أمن البلاد واستقرارها وسلامة المواطنين والمقيمين". وقال مصدر أمني إن الكويت ألقت القبض على عدد من الأشخاص للاشتباه في ضلوعهم في التفجير.
وقالت صحيفة "القبس" الكويتية اليومية إن الأمن اعتقل 3 أشخاص للاشتباه في ضلوعهم في الهجوم. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح قوله إنهم سيقطعون أيدي الشر التي تتدخل في أمن الوطن.
وكان خليل الصالح عضو مجلس الأمة الكويتي متواجداً في مسجد الإمام الصادق عندما وقع الهجوم. وقال إن المصلين كانوا ساجدين في الصلاة عندما دخل انتحاري المسجد وفجر نفسه فدمر الجدران والسقف.
وأعلن مجلس الوزراء بعد اجتماع طارئ أن جميع الأجهزة الأمنية والشرطة وضعت في حال تأهب لمواجهة ما وصفته بـ "الإرهاب الأسود".
كما أعلن أمس يوم حداد عام. وقال الناشط الشيعي عبد الواحد خلفان إن الأمن في المساجد الشيعية تم تعزيزه كما تم تشكيل لجان من المواطنين.
وأعلن "داعش" أن منفذ الهجوم الانتحاري يدعى أبا سليمان الموحد.
وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي تفقد موقع التفجير، إن "الهجوم الإجرامي هو محاولة يائسة وشريرة تستهدف الوحدة الوطنية الكويتية".
واستنكرت العديد من الدول والمنظمات بما في ذلك الأمم المتحدة والولايات المتحدة وغيرها التفجير. ورأت الصحف الكويتية أن الهجوم يهدف إلى تقويض الوحدة الوطنية من خلال تأجيج التوتر الطائفي. وكتبت "القبس" "أنه يوم أسود، عنوانه الغدر والخسة، استيقظت فيه الكويت على تفجير حاقد، استهدف أكثر ما استهدف، ضرب وحدتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي". وأضافت "وضعت جريمة مسجد الإمام الصادق الكويتيين أمام امتحان حقيقي يتجاوز في أبعاده وتعقيداته امتحان الغزو" عام 1990 في إشارة إلى غزو قوات الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الكويت.
من جهتها، كتبت "الرأي" أن "الغزو كان خطراً من الخارج أراد احتلال أرض الكويت لكنه فشل لأن إرادة الكويتيين كانت عصية على الاحتلال".
وأضافت "اليوم، نعيش غزواً آخر يستهدف احتلال إرادة الكويتيين تمهيداً لاحتلال أرضهم من خلال الفتنة السوداء لخلق اضطرابات طائفية تمزق المجتمع وتدخله في صراعات تسمح بتدخلات إقليمية ودولية لاحقة مستغلة الانقسامات والفرقة، وهنا الامتحان الحقيقي للكويتيين، امتحان البقاء أو عدم البقاء".
أما صحيفة "الجريدة" فاعتبرت أن "أفضل ما نخرج به من هذه المأساة هو التحذير من السقوط في فخ المجرمين الذين يريدون فرز مجتمعنا وتعميق الانقسامات، وتشجيع التطرف المضاد". بدورها، كتبت "الأنباء" أن "رسالة الإرهابي الحاقد الذي فجّر نفسه واضحة، محاولة إشعال الفتنة البغيضة بين أبناء الشعب الواحد وجرّ بلدنا الآمن إلى أتونها". وأعلنت السلطات الكويتية تعزيز إجراءاتها الأمنية حول المنشآت النفطية.
وأعلن المتحدث باسم شركة النفط الحكومية الكويتية الشيخ طلال الخالد الصباح أن "مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة قامت برفع الإجراءات الأمنية إلى الحالة القصوى على خلفية التفجير الإرهابي".