أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آلِ خليفة أن توحيد المساجد بين السنة والشيعة يخلق نسيجاً اجتماعياً ودينياً موحداً بعيداً عن أي تعصب وعصبية.
وأوضح الوزير، في تصريح لصحيفة "الكويتية"، نعيش في تناغم وانسجام بين أبناء المجتمع الخليجي ككل، ولم يكن لدينا النفس الطائفي البغيض، الذي يجب أن نتخذ خطوات حقيقية في مواجهته، ويجب علينا أن نتعايش مع واقعنا الديني والاجتماعي، فلن يستطيع كائن من كان أن يلغي أي مذهب من المذاهب، وأن نتعامل مع هذا الواقع في إطار فقهي وديني.
وشدد خالد بن أحمد آل خليفة على أن الخلاف الفكري يجب ألا يقود إلى انشقاق وطني ومجتمعي، وخاصة أننا نتحدث عن خلاف وقع قبل أكثر من 1400 عام، كما يجب أن نتخذ الخطوات التي من شأنها خلق أجواء إيجابية من التقارب وتوحيد الصفوف، ومن وجهة نظري، أولاها توحيد المساجد، بألا تكون هناك مساجد للسُنة وأخرى للشيعة، إنما مساجد موحدة يصلي بها المسلمون، أياً كانت مذاهبهم أو طوائفهم.. هنا يمكننا أن نبدأ بخلق نسيج اجتماعي وديني موحد بعيد عن أي تعصب وعصبية.
وأعرب الوزير عن عميق أسفه، واستنكاره للحادث الإجرامي البغيض الذي وقع في الكويت، أمس الأول، واستهدف مسجد الإمام الصادق، وراح ضحيته عدد كبير من المواطنين الكويتيين.
وقال إنني بهذه المناسبة الأليمة، أرفع خالص التعازي لمقام سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، من مواطن بحريني قبل كل شيء، وواحد من أبنائه، وأعزي الشعب الكويتي جميعاً، لما أصابهم، وأنا على ثقة بأن الجريمة البغيضة لن تمس جسد الكويت ولُحمتها ووحدتها، وأن هذه المصيبة ستقويهم وتزيد من وحدتهم وتماسكهم، وأنقل التعازي، كذلك، لأهالي المتوفين، سائلاً الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، وأن يشفي المصابين، ويرجعهم إلى أهلهم سالمين.
وأشار إلى أن دول الخليج مستهدفة من جهات عديدة، وأننا يجب أن نعي خطورة كل ما يدور حولنا في دول عديدة، لذلك يجب أن يكون لنا موقف خليجي ثابت وشامل في كافة المجالات، وأن يكون هناك تعاون استراتيجي، لمواجهة كافة تلك المخاطر، وخاصة أن الطائفية تأكل أبناءنا، وتقودهم إلى درب خطير، فيجب علينا بناء سد منيع أمام هده الطائفية.
ولفت إلى أهمية أن يكون هناك عمل مجتمعي متواصل، وقوانين جادة وصارمة لتجريم الطائفية، بكافة أشكالها وممارساتها، ومعاقبة من يقوم بها أو يدعو لها، أو يتخذ أي شكل من أشكال ترويجها.
وبين أن الشباب اليوم يتعرضون لعملية غسل دماغ بشعة، ويتم التغرير بهم، بأفكار هدامة، مستندين إلى أحداث تاريخية مضت، وحان الوقت لتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة، ولايزال البعض يجادل ويحارب حولها، وآن الأوان لنبني أوطاننا بعيداً عن الأفكار الهدامة التي تسعى إلى هدم جسور التقارب والألفة بين المجتمعات، وهناك مَن يسعى إلى زيادة الخلافات والفرقة بين المسلمين، بشتى الطرق، من خلال خلافات فقهية يجب ألا تؤثر فينا.
وطالب الوزير بأن تكون هناك هجمة مضادة يشترك فيها الجميع، وتتحد بها جميع القوى مع العقول المستنيرة والعاقلة، وهذا الأمر يتطلب جهداً مشتركاً، وخاصة من رجال الدين من كافة الطوائف، إضافة إلى تقوية الجانب الأمني، لمواجهة المخاطر المحيطة بنا، فالإرهابيون لديهم أسلحة ومتفجرات وعقول مدمرة.
ونوه إلى أننا نحن في البحرين عانينا سنوات طويلة من التطرّف والإرهاب، ومن الضروري أن تكون هناك قواعد بيانات ومعلومات مشتركة بين دول الخليج، وتبادل معلومات، للتصدي للإرهاب، بما يستحق من مواجهة، إضافة للتركيز على الجوانب الاجتماعية والفقهية السليمة، ونحن لا نتردد في أي خطوة من شأنها تقوية اللحمة بين المسلمين، ونتجاوز كافة الخلافات، لما فيه مصلحة دولنا وشعوبنا وأمتنا.
وأضاف إننا، كدول خليجية، يجب أن نتماسك في مواجهة هذا التطرف الذي يريد بنا شراً، وهناك مسؤولية تقع على عاتق جميع الجهات وبكافة المستويات والمؤسسات السياسية والدبلوماسية والاجتماعية والإعلامية والتعليمية والبرلمانية والثقافية، كذلك المجتمع يجب أن يقوم بدوره المطلوب في مواجهة تلك الآفات البشعة، ويجب وضع استراتيجية واحدة لكافة الاتجاهات يشارك بها الجميع.
وأشار إلى أننا أمام تحدٍ كبير جداً، وهو التحدي الأكبر في الحفاظ على أمننا ووحدة دولنا وشعوبنا وتماسكنا، لمواجهة المخاطر التي تستهدف البنية الداخلية لأوطاننا من الداخل، ويجب أن تكون هناك وقفة جادة لمواجهتها.
وقال إن الأمر ليس مسألة سنة وشيعة، فهؤلاء الإرهابيون مجرمون، لا يفرقون بين أحد، وهناك استخدام بغيض للطائفية، وتوجه مدروس للتفريق بين الأمة وتفتيتها.
وأكد إننا بحاجة إلى المواجهة الشاملة، وخاصة في وجه من يسعى للعزف على وتر الطائفية، ونشر تلك الأفكار الهدامة.. إننا اليوم أمام تحدٍ كبير جداً للتصدي للطائفية ونبذها بكافة السبل والوسائل.