وسائل الإعلام تفاجئنا دوماً في تطورها التقني واستحداث وسائل تتنافس مع سابقتها ليدخل الإعلام التقليدي مع الإعلام الجديد في صراع في المميزات والخصائص، ولطالما كان النقاش محتدماً حول ذلك عندما كنا ندرس الإعلام هل ستلغي وسيلة إعلامية جديدة الوسيلة التي سبقتها، واستنتجت بعد ذلك بأن لكل وسيلة جمهورها ولا يمكن أبداً أن تلغى وسيلة إعلامية مع نشأة وسيلة إعلامية جديدة فلا يزال الراديو والتلفزيون من أهم الوسائل الإعلامية رغم المنافسة الشديدة مع الإعلام الرقمي الذي يتمتع بالكثير من الخصائص ويمتاز عن وسائل الإعلام التقليدي الذي يرتبط ارتباطاً هاماً وفق إمكانيات الفرد أو الشعوب.

هذه المقدمة تدعونا إلى نقطة مهمة وهي أن العالم لايزال يحتفي باليوم العالمي للتلفزيون ولايزال متصدراً في كثير من البيوتات رغم تقبلهم للإعلام الرقمي، فقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1996 يوم 21 من نوفمبر «اليوم العالمي للتلفزيون» -وهو نفس العام الذي عقد فيه أول منتدى تلفزيوني عالمي، وفقاً للأمم المتحدة، تم اتخاذ هذا القرار من أجل الاعتراف بالتأثير المتزايد للتلفزيون-، لاشك فيه بأن مع استحواذ شبكة الإنترنت العالمية في مجال الاتصال في التسعينات دخل الإعلام عالماً جديداً وسريعاً، بمعنى آخر واكب انطلاق اليوم العالمي للتلفزيون مع انتشار الانترنت وأحدث الفرق ولكن لا يزال التلفزيون متربعا على العرش.

التلفزيون وسيلة إعلامية جميلة وسيلة إخبارية وترفيهية ومصدر لبعض المعلومات المتنوعة حيث تعدت بعض البرامج التلفزيونية من مرحلة المعلومات والاخبار الى مرحلة صنع القرار والراي العام فالاحتفاء بالتلفزيون «كما نقل» هو الاحتفاء بالفلسفة التي يمثلها التلفزيون من قضايا العالم والشفافية والانفتاح، في السابق كانت البرامج بسيطة حتى أصبحت مبطنة في بعض القضايا وأصبحت اليوم تتداول «كاش» بسمومها تماما كما قناة الفتنة الجزيرة، حتى برامج الأطفال التي كانت في السابق تربي وتعلم الأطفال والنشء اصبح بعضها شبهه وبرامج مسيسة ومدمرة للطفولة.

التلفزيون في المنزل لا يزال «النقطة المحورية» في عالم الديكور، حيث تجتمع العائلة لمشاهدة البرامج والأفلام، نستذكر طفولتنا مع مشاهدة أفلام الرسوم المتحركة مثل فلونة وتوم سوير وليدي أوسكار وتوم وجيري وغيرها وبرامج الأطفال مثل افتح يا سمسم ودنيا الأطفال، كبرنا على الأفلام الأجنبية والهندية ومسلسلات رمضان المحلية والخليجية ولايزال التلفزيون يتصدر المشهد في شهر رمضان حيث البرامج المتنوعة، تقول الوالدة ربي يحفظها: عندما دخل التلفزيون البيوت كانت النسوة تجتمع حول التلفزيون لمشاهدة فيلم عربي وكن يستحين من بطل الفيلم إذا ظهر في المشهد وبعضهن يتغشين عنه من مبدأ «العيب»، هي ذكريات مع التلفزيون كونت شخصيات وبدلت مفاهيم وعرفت على ثقافات وهذا يرجعنا الى ما بدأنا به وهو أن نشأة وسيلة إعلامية جديدة لا تلغي من سبقتها من وسيلة وهذا ينطبق حتى على الإعلام الورقي.