في كل يوم جديد فضيحة جديدة، بل جرم جديد، على الرغم من تعمد المتضررين عدم البحث خلف جرائم ذلك النظام، إلا أنه يكشف نفسه بنفسه وتتساقط الأوراق التي يتستر بها ويختبئ خلفها، وهذا هو حال الظالم والمعتدي والمتلاعب بحقوق الشعوب والمنتهك للحريات والذي يعمل على إثارة الفتن وإشاعة القتل والدمار، عندما تتجاهله وتتركه في غيّه تراه ينكشف يوماً بعد يوم، وترى من حوله ومن كان يستعين بهم ينقلبون عليه ويكشفون حقيقته.

قبل أقل من عام فجر بنك باركليز فضيحة من العيار الثقيل كان بطلها المدعو حمد بن جاسم المتعطش للسلطة والمخطط الأول لعمليات الدمار والخراب، لتطل علينا قبل أيام تصريحات لنائبين بريطانيين يعترفان بتلقي أموالاً لمشاركتهما في ندوة تستهدف الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، واليوم تتجدد الشكاوى والانتقادات التي تطال الدوحة بسبب سوء الاستغلال والمعاملة التي يتعرض لها قطاع العمال خاصة العاملين في مجال البنية التحتية والملاعب الخاصة بكأس العالم بقطر 2022.

ثلاثة محاور ذكرتها أعلاه من أصل مئات الفضائح الموثقة بالأدلة والبراهين على التغلغل القطري في سياسات الدول وفضائح الفساد، حتى طالت تلك الفضائح القطاع الرياضي الذي تم استغلاله أسوأ استغلال، فبعد أن قامت بتغيير المفاهيم الإعلامية وحولتها من مفاهيم إنسانية هادفة وعقلانية الى إعلام منفلت مثير للفتن والعداوات، ويعمل على إزكاء المشاحنات والتفرقة، هاهي اليوم تسيء إلى القطاع الرياضي الذي كان يشار إليه بالنزاهة ويهدف عبر مقوماته إلى الوحدة والتقارب والأخلاق بات اليوم مضرباً للمثل على الفساد والانتهاكات والرشاوى، الأمر الذي يتسبب بانطباع سيء للوضع الرياضي والإنساني في دول الخليج التي هي بريئة مما يحصل في تلك الدويلة المتناقضة والراعية للإرهاب أمام الاتحادات الأوروبية ووسائل الإعلام الأجنبية.

خيراً فعل الاتحاد البحريني لكرة القدم بإصدار بيان إدانة واستنكار لما يحصل في الدوحة من انتهاكات وتجاوزات لا إنسانية للعمالة الكادحة تحت شعار الرياضة، وهو ما فعلته معظم الاتحادات الرياضية العالمية حتى لا تنسينا بطولة العالم إنسانيتنا وأخلاقنا، ولابد من الوقفة الجادة تجاه تلك الجرائم التي راح ضحيتها الآلاف من تلك العمالة.