احتفل محرك البحث "غوغل" بالذكرى الخامسة والثمانين للشاعر السوداني محمد الفيتوري، الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه أحد رواد الأدب العربي الحديث.

وحملت مسيرة الفيتوري صبغة فريدة، إذ لقب بـ"شاعر أفريقيا والعروبة"، و "شاعر الزنوجة والعروبة"، و"عاشق أفريقيا"، وكان شاهداً على حروب التحرر التي استعرت في القارة، محرضاً قراءه على اعتناق الجذور الثقافية لقارتهم.

فقد افتتح الفيتوري مدونته الشعرية منذ عام 1955 بديوان "أغاني أفريقيا"، تعبيراً صارخاً عن رفض عبودية أفريقيا السوداء للمستعمر الأبيض، وتلتها مجموعات "عاشق من أفريقيا" 1964، و "اذكريني يا أفريقيا" 1965، و "أحزان أفريقيا" (سولارا) 1969، و"معزوفة لدرويش متجول 1969".



ويأتي في قصيدة له "قلها لا تجبن.. لا تجبن !، قلها في وجه البشرية.. أنا زنجي.. وأبي زنجي الجد، وأمي زنجية.. أنا أسود.. أسود لكني حر أمتلك الحرية، أرضي أفريقية".

ولم تكن أفريقيا والزنوجة في مسيرته بعيدتين عن انتمائه وتعبيره الشعري تجاه قضايا #العرب وفي مقدمتها فلسطين. ويعد ظاهرة للشاعر الجوال، فكانت عواصم ومدن عربية عديدة يعيش فيها ويشكلها بشعره وتشكل وجدانه العربي.

وفي السبعينيات سحب نظام جعفر نميري الحاكم في #السودان جنسية الفيتوري، بسبب معارضته له، ومنحه الزعيم الليبي معمر القذافي وقتها الجنسية، التي بدورها سحبت منه بعد انهيار النظام. وعاد السودان في 2014 ليمنحه جواز سفر دبلوماسياً، أي قبل عام من وفاته في 2015.

ولد محمد مفتاح رجب الفيتوري في مثل هذا اليوم من عام 1936 في الجنينة، وهي بلدة تقع على الحدود الغربية للسودان.

في الثالثة من عمره، انتقل إلى مصر، حيث أمضى ما تبقى من طفولته. تابع دراسته في الأدب والعلوم في الجامعة وعمل محرراً في الصحف المصرية والسودانية بعد التخرج.

نشر العديد من المسرحيات والكتب والمجموعات الشعرية، إذ إنه عاش وعمل كاتباً وصحافياً. وبعد ما يقرب من 50 عاماً على إصدار مجموعته الأولى، بلغت مسيرة الفيتوري الأدبية ذروتها مع إصدار آخر كتابين له في عام 2005.

صور