خلاف الجماهير التي ملأت مدرجات إستاد الملك فهد الدولي بالرياض والتي فاق تعدادها الستين ألف متفرج، هناك ملايين السعوديين والعرب ممن سعدوا وفرحوا بتفوق الهلال زعيم الكرة السعودية على «بوهانغ ستيلرز» الكوري الجنوبي بهدفين نظيفين في نهائي أبطال آسيا واستحقاقه بجدارة لقب البطولة وهو اللقب الآسيوي الرابع للكتيبة الهلالية التي استحقت لقب الزعامة الآسيوية.

هذا الإنجاز وما سبقه من إنجازات كروية هلالية على الصعيد المحلي والعربي والآسيوي ليس بالحدث الغريب على هذا النادي الذي يتخذ من البطولات والألقاب شعارا له ويجسد واقع العمل المؤسساتي الاحترافي السليم إداريا وميدانيا بدليل أن إنجازاته لم تتوقف عند جيل واحد بل إنها شملت عدة أجيال تعاقبوا على اعتلاء منصات التتويج محليا وخارجيا بدءا من جيل صالح النعيمة مرورا بنجوم تألقوا بالشعار الأزرق أمثال فهد المصيبيح ويوسف الثنيان ونواف التمياط ومحمد الدعيع وياسر القحطاني ومحمد الشلهوب وسامي الجابر وما زالت طموحات الزعيم الهلالي تتطلع إلى مواصلة تحقيق البطولات وصولا إلى اللقب العالمي بقيادة جيل جديد من النجوم أمثال ياسر الشهراني وسالم الدوسري وقائد الفريق سلمان الفرج.

الهلال ليس مجرد ناد لكرة القدم، بل هو مؤسسة كروية تدار بعقلية احترافية قائمة على أساس الولاء والانتماء إلى هذا الصرح الرياضي مسنودة ومدعومة بسخاء من أعضاء الشرف ومن مئات الآلاف من الجماهير العاشقة لهذا الكيان المتميز في استقراره الإداري وهذا ما يلمسه كل متتبع للكرة السعودية عامة ولنادي الهلال على وجه الخصوص.

عمل إداري احترافي منظم يهتم بتأسيس القاعدة الكروية من خلال مدرسة وأكاديمية النادي التي خرجت ومازالت تخرج المواهب الوطنية المميزة والتي تعد الذخيرة الأساسية لاستمرارية التألق وتحقيق البطولات وعدم الابتعاد عن دائرة المنافسة، أضف إلى ذلك دقة اختيار اللاعبين المحترفين سواء من المحليين أو الأجانب منذ عهد البرازيلي «ريفللينو» إلى هداف الفريق الحالي الفرنسي «غوميز».

لذلك فنادي الهلال السعودي منذ عهد المؤسس سعيد بن عبدالرحمن قبل ما يقارب الست والستين عاما إلى عهد الرئيس الحالي فهد بن نافل يعد منظومة كروية مثالية لا تقل في مثاليتها عن المنظومات الكروية العالمية من على شاكلة «بايرن ميونخ» الألماني و«ريال مدريد» الإسباني و«النادي الأهلي» القاهري من حيث الاستقرار الإداري وجودة العمل الميداني وهذا النهج هو الحد الفاصل بين النجاح والإخفاق.

نبارك لنادي الهلال -إدارة ولاعبين وجماهير- هذا الإنجاز المشرف ونهنىء الرياضة السعودية عامة بهذا السفير «الأزرق» الذي «يبيض الوجه» ونتمنى أن نرى الزعيم السعودي يعتلي منصة البطولة العالمية، وأن يتكرر النهج الهلالي في كل أنديتنا من أجل إعلاء شأن اللاعب العربي والكرة العربية.