تذكرون قصة راعي الغنم الذي كان يصرخ مستنجداً بأهالي القرية كي ينقذوه من الذئب، وفي كل مرة كان يكذب، هكذا هي «الحملات الممنهجة» التي نظمت ضد مملكة البحرين بشكل متكرر وبذات السيناريو على مدى السنوات الماضية، وقد كان لها الأثر الكبير حينها من ردة الفعل المرتبكة وترقب ردود الفعل الدولية ووو، واليوم يعرض فيلم «الحملة الممنهجة» بلا تغيير، مشهداً مشهداً، إنما بملل تام نتابع دون أي ردة فعل غير المسايرة.

تبدأ الحملة كالآتي قم بافتعال ضجة في البحرين، تتحرك مجموعة في لندن معها، تتجاوب معها مجموعة أخرى في لبنان، اصطحب معك نائباً بريطانياً، حرك نائباً من البرلمان الأوروبي، قناة الجزيرة تنقل الحدث وتفاعلاته، منظمة أو اثنتان من ربع حقوق الإنسان تتحركان، حسين عبدالله وهو عميل إيراني بجنسية بحرينية حصل على الجنسية الأمريكية ويعمل في الكونجرس يحث أحد أعضاء الكونجرس ممن يمون عليهم بالتصريح معرباً عن قلقه، الخارجية الأمريكية تتجاوب بتصريح من موظف درجة ثالثة تحث البحرين على كذا وكذا، التمويل من عدة صناديق مخصصة لدعم الديمقراطية وتمكين الأقلية، الدعم اللوجستي إيران وقطر.

لا مرة ولا اثنتين يتكرر ذات السيناريو من عام 2007 وزادت الجرعة في فترة أوباما، ثم خفت كثيراً إبان فترة ترامب والآن تعود بسبب اعتقادهم أن فرصتهم عادت بحكم الديمقراطيين وتعتقد واهمة أننا كما كنا عليه.

الحملة الأخيرة بدأت هذا الأسبوع وعلى «إضراب عن الطعام» لبعض نزلاء أحد مراكز التأهيل.

1: إضراب بعض السجناء عن الطعام في البحرين.

2: توافد أهالي السجناء على مبنى «التظلمات» بشكل تصاعدي ملفت للأنظار.

3: نشطت حسابات التواصل الاجتماعي المعروفة مصادرها تنقل الخبر.

4: في لندن وقفت جماعتهم أمام السفارة البحرينية.

5: اصطحبوا معهم نائباً بريطانياً بمجلس العموم ريتشارد بيرغان وعقدوا مؤتمراً أمام مبنى السفارة.

هذه هي الحلقة الأولى من المسلسل وبانتظار استكمال بقية السيناريو المعروف والمحفوظ عن ظهر قلب.

على صعيد آخر انظروا الاحترافية التي تعاملت بها مملكة البحرين بعد أن تعلمت الدرس وحفظته وتعرف مسبقاً الخطوات التي ستلحقها.

عندنا مؤسسة للتظلمات، تعمل بشفافية مطلقة، أعلنت دون تأخير عن طلبات أهالي النزلاء، ثم أعلنت عن طلبات النزلاء ونشرتها خلال أربع وعشرين ساعة، فقطعت الطريق أمام الحلقة الثانية من المسلسل الممل.

أولاً: الأمانة العامة للتظلمات استقبلت بمقرها يوم الأحد 21/11/2021، عدداً من أمهات نزلاء موجودين في مركز الحوض الجاف، وتمت مقابلتهن من جانب محققي الأمانة والاستماع إلى إفادتهن بشكل حضوري، وتم كذلك تسلم طلباتهن تحريرياً من خلال استمارات الشكاوى المعدة لذلك، وقد ذكرت هؤلاء الأمهات أن أبناءهن النزلاء مضربون عن الطعام حتى تتم الاستجابة إلى طلباتهم.

وبينت أنه مع بدء توافد أعداد أخرى من ذوي النزلاء إلى مقر الأمانة، (لاحظوا التصعيد الممنهج).

وخشية من الإخلال بالإجراءات الاحترازية المطبقة لمكافحة انتشار فيروس كورونا، فقد دعا موظفو الأمانة هؤلاء المراجعين إلى استخدام الوسائل الأخرى لتقديم طلباتهم، ومنها تطبيق «الواتس آب» الذي يتم التعامل مع التظلمات الواردة من خلاله بنفس درجة الاهتمام بالتظلمات المقدمة حضورياً، مؤكدة أنها قامت على الفور بالتحقيق في الادعاءات الواردة من هؤلاء المراجعين سواءً من قدموا طلباتهم حضورياً أو عبر «الواتس آب».

وبعد ذلك أوفدت الأمانة العامة فريقاً من قبلها لمعرفة مطالب النزلاء فماذا كانت مطالبهم؟

وقد اتضح من خلال آلية جمع المعلومات والاستدلالات ومن خلال المعاينة المباشرة، وبمقابلة عينة من هؤلاء النزلاء ضمت عدداً من الذين قدم ذووهم طلبات بشأنهم، ومن خلال الاجتماع مع إدارة المركز، فقد اتضح أن لهم عدة مطالب وهي:

1: زيادة الوقت المخصص لهم للخروج إلى الساحات الخارجية.

2: الخروج مع بعضهم البعض جميعاً للساحات.

3: إبقاء أبواب الزنازين مفتوحة 24 ساعة،.

4: ضمان حرية تنقلهم بين الزنازين في العنابر على مدار الساعة.

5: الانتقال من طابق إلى آخر داخل المبنى بدون الالتزام بالفترات التنظيمية.

6: تغيير أفراد شرطة حرس العنبر الموجودين في أحد المباني بأفراد شرطة آخرين.

هذه هي المطالب وهذا هو الحدث البحريني الذي ستستند إليه الحملة الممنهجة والتي بدأت للتو، ضجة من نزلاء السجون، إضراب عن الطعام، توافد أهالي النزلاء، البقية ستنقل الحدث خارج البحرين، وسائل التواصل الاجتماعي، مؤتمر أمام السفارة والبقية حفظناها كالفيلم الهندي الذي تحضره أكثر من مرة.

الأمانة العامة للتظلمات تعاملت بكل احترافية وشفافية وأصدرت البيان وقالت إن نتائج تحقيقاتها خلصت إلى أن الإجراءات الإدارية والتنظيمية المتبعة في مركز الحوض الجاف والمطبقة على النزلاء كافة «تلك التي اعترضوا عليها ويريدون تغييرها»، تهدف إلى الحرص على سلامتهم وصحتهم وتوفير الظروف الوقائية صحياً وأمنياً من خلال تطبيق معايير السلامة ودرء المخاطر وعدم السماح باختلاط النزلاء مع بعضهم البعض بأعداد كبيرة، مع عدم حرمانهم من حقوقهم المنصوص عليها رسمياً، كما تُقدم لهم الرعاية المعيشية والوجبات ومستلزمات النظافة الشخصية بحسب الضمانات الواردة في القانون ولائحته، وكذلك يُسمح لهم بالتسوق من خلال المتجر الموجود في المكان، بالإضافة إلى حصولهم على حقوقهم في الخروج للساحات الخارجية «ساعتين في اليوم»، وفي إجراء اتصالات وتلقي زيارات سواء حضورياً أو عن طريق الاتصال المرئي عن بُعد، وغيرها من الحقوق والضمانات الأخرى بحسب ما أقره قانون مؤسسة الإصلاح والتأهيل ولائحته التنفيذية.

وأن جميع مطالبهم مخالفة للقوانين واللوائح الداخلية وتشكل خطراً على سلامة وصحة بقية النزلاء كما خلصت الأمانة كذلك إلى أن مسألة الإضراب عن الطعام هو خيار طوعي لأي نزيل، مع تحبيذ عدم القيام به واللجوء إلى السبل المؤسساتية المختصة بالنظر في طلباتهم طالما كانت لا تخالف القانون والإجراءات التنظيمية والإدارية المطبقة على جميع النزلاء بلا استثناء.

وأفادت الأمانة العامة للتظلمات بأنها قامت بالتواصل مع الأهالي والمراجعين الذين قدموا طلبات بشأن ذويهم من النزلاء في الحوض الجاف وأبلغتهم بنتائج تحقيقاتها في تلك الطلبات كما ورد ذكره في هذا التصريح.

إلى هنا وانتهت الحلقة الأولى المعادة، فأما أن تقف الحملة إلى هنا ويبطل مفعولها، لأنه عادة هناك تقييم للمسلسلات التي عليها إقبال وترد إعلانات، أو توقف منذ البداية إذا ثبت فشلها، أو أن يكون التمويل قد دفع مقدماً وتلتزم به «الجماعة» إنما في كل الأحوال ما عاد لتلك الحملات أثر يذكر، حكم الجمهوريون أو حكم الديمقراطيون، فقد انتهى الدرس يا غبي.