ولذكريات ذلك المبنى الصغير للجنة كفالة الأيتام «المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية حالياً» حكاية خاصة لكل ذكرى، فمن خلاله انطلقت العديد من المشروعات ذات الأثر والتي أضحت اليوم علامات مضيئة في سماء الوطن وفي حياة الأيتام والأرامل بصورة خاصة. فكانت ولادة حفل تكريم الطلبة المتفوقين الذي انطلق حفله الأول في العام 2004 بتوجيه من جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه حيث تم تكريم 585 طالباً وطالبة من مختلف المراحل الدراسية، في حفل جميل أقيم في فندق الخليج تحت رعاية جلالة الملك حفظه الله ورعاه حيث أناب جلالته سمو الشيخ فيصل بن حمد آل خليفة رحمه الله، وكانت لجان الحفل حينها مشتركة بين موظفي اللجنة وعدد من المتطوعين من خارجها وبخاصة من موظفي وزارة التربية والتعليم، وكانت فكرة جميلة ساهمت في تشجيع الأيتام على التفوق والتميز الدراسي والتغلب على الظروف الحياتية التي يمرون بها.

ولحفل المتفوقين الأثر الجميل في نفسي، حيث تشرفت بعرافة الحفل الثاني للمتفوقين بحضور سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك حفظه الله، ثم إدارة الاحتفالات اللاحقة، ولكل حفل نكهته الخاصة حيث تغمرك السعادة عندما تشارك فرحة الأيتام بمناسبة تفوقهم، وتتأمل تلك الابتسامات العفوية الجميلة التي رسمها قائد حنون فتح أمامهم أجمل الأبواب لكي ينطلقوا في أيام الحياة يحملون زهوراً فواحة يغرسونها في طرقات الوطن. الجميل أنك كلما تشاهد بعض الشخصيات التي تقلدت اليوم المناصب في الدولة، كلما تذكرت فرحتهم عندما يتسلمون هديتهم من راعي الحفل تشجيعاً لتميزهم، فهي انطلاقة الخير التي يجدون آثارها في حياتهم اليوم. أستذكر فقرات تلك الاحتفالات التي تضمنت أشعاراً ملحنة من أداء الأيتام، تضمنت أجمل معاني الحب لجلالة الملك ولحب العلم والتعلم.. ما زلت أتذكر ألحانها المؤثرة.. وكلماتها التي ستبقى الأثر الجميل في مخيلتي أبداً ما حييت.

أما مشروع البعثات الدراسية فهو الآخر كان لي الشرف بالإشراف عليه في بدايات انطلاقته حيث انطلق في العام 2004 بتخصيص 50 بعثة دراسية للدراسة بجامعة البحرين حيث حرص جلالة الملك حفظه الله على تخصيص هذه البعثات السنوية والتي ما زالت تؤتي ثمارها اليانعة حتى يومنا هذا، حرصاً منه على إعانة هذه الفئة على استكمال دراستها الجامعية والتميز من أجل رفعة الوطن. وهناك أسماء لامعة اليوم.. كانت انطلاقتها من هذه البعثات، وأضحت اليوم معلماً في الوطن تخدم الخير وترد الجميل لراعي الأيتام وقائد البلد. الجميل في الأمر تلك الابتسامات التي كنا نستأنس بها ونرصدها من على وجوه الطلبة وهم يحضرون في مقرنا الصغير لكي يقدموا أوراقهم ويوقعوا اتفاقية الابتعاث.. ويعبرون عن شكرهم لهذه الفرصة التي لربما تضيع عليهم لولا فضل الله عز وجل ثم هذا المشروع لفئة حرمت من حنان الأبوة.

ومضة أمل

جميلة هي الذكريات.. تعطيك الأمل لحياة أجمل.. وبالأخص عندما تكون في مساحات الأثر.. سأكمل كتابة سطورها أبداً ما حييت.