سنين خلت أكثر من سبعين عاماً، كنا قبل أن تدخل لعبة كرة القدم إلى البحرين، لنا ألعابنا الوطنية المتأصلة والمتوارثة من الأجداد والجدات، نمارسها في الفرجان والبرايح، مثل الدوامة والتيلة والدحروج والخيل الجريدة، ورياضات التحمل مثل مسابقات الجري وحمل أي ثقل من حجر والسباحة في البحر بالنسبة إلى البيوت الساحلية، وفي البرك ذات المياه العذبة في البساتين أو العيون الطبيعية مثل عذاري وقصاري وأم شعوم، هذا بالنسبة إلى المنامة والقرى التابعة لها، وهناك عيون وينابيع كثيرة في المحرق وقراها وإلى جانب السواحل البحرية، وسترة والنبيه صالح، وأماكن أخرى كثيرة من أرض مملكة البحرين العزيزة.

والألعاب التي ذكرتها في المقدمة للذكور من الأطفال، أما البنات فلهن ألعاب خاصة بهن يمارسنها في حيشان البيوت مثل لعبة الحبل والقيس والخبصة وغيرها الكثير.

تلك الألعاب اختفت رويداً رويداً، وحلت محلها ألعاب جاءت إلينا من الخارج خاصة بعد دخول التعليم النظامي بفتح مدرسة الهداية الخليفية في المحرق، أهمها أولاً كرة القدم وألعاب أخرى، ولكل لعبة اتحادها وقوانينها الآن.

لم تكن لدينا مقرات سابقاً لتحتضن كرة القدم، ويمارسها من شب عن الطوق، والكرة الوحيدة يحتفظ بها رئيس الفريق في بيته!!

ومع بداية أواخر الأربعينيات من القرن الماضي تم استئجار دكان لكل فريق في كل فريج، ثم بيوت قديمة خاصة مع بداية الخمسينيات من القرن الفائت، ومن فرق كرة القدم التي انتشرت في أرجاء البحرين نادي المحرق العريق، وهو بيت القصيد، مر بتلك المراحل وأكثر، أما في بداية الخمسينيات من القرن المنصرم استأجر نادي المحرق شقة على شارع المطار القديم، مقابلة لمقهى إسماعيل، وأذكر أن لوحة إعلانات النادي موجودة على الجدار الخارجي للمقهى، ثم انتقل النادي إلى الشمال من مدرسة الهداية الخليفية.

ومع بداية عام 1977، أطلق حضرة صاحب الجلالة مليكنا المفدى عندما كان ولياً للعهد مشروع دمج الأندية الكثيرة المتبعثرة والمتقوقعة في البيوت أو الدكاكين منها على سبيل المثال نادي اللؤلؤ في فريق الشيوخ بالمنامة، وأذكر بالخير سعادة الوجيه عبدالعزيز البسام الذي اشترى أرضاً بالقضيبية وبني عليها نادي الولعة كذلك لا أنسى الوجيه المرحوم محمد الزامل المساند الأول لنادي النسور.

هيهات أن نقارن بين وضع الأندية السابق، وما آلت إليه في عصر مليكنا المفدى وفي عهده الميمون، وبمساندة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء حفظهما الله تعالى، والأندية الآن قرى رياضية بامتياز ولولا هذه الرعاية والمتابعة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وشقيقه سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، حفظهما الله تعالى وصاحب السعادة وزير شؤون الرياضة والشباب أيمن المؤيد، الموقر، لما أصبحنا ننافس ليس في كرة القدم فقط، بل في منافسات خليجية وعربية وإقليمية وعالمية وتقلدنا المراكز الأولى في الكثير منها، ومنها العرس الكبير الذي حققه نادي المحرق العتيق ونيله كأس البطولة الآسيوية التي أقيمت على أرضنا العزيزة، وتهنئة من جميع القلوب لنادي المحرق.