وليد صبري




* لن نقبل أن نكون رهائن أو أسرى لإيران أو لقطاء سياسيين في المنطقة


* لا يجوز للبنانيين المراهنة على لبننة وعروبة "حزب الله"

* لبنان بني على تفاهم الرمزين الكبيرين عبدالعزيز آل سعود والبطريرك الحويك

* إطلاق مشروع لبنان العربي الجديد في يناير المقبل

* البقاء في المقاومة أفضل من إعطاء الاحتلال الإيراني غطاء بالسلطة

* الطبقة السياسية الحالية تقيم حجمها في السلطة بالشراكة مع "حزب الله"

* منظومة الاحتلال الإيراني سرقت مقدرات اللبنانيين خلال 4 عقود

* لماذا لا يكون لبنان شريكاً في المنظومة المتميزة بين الخليج ومصر "6+1"؟

شن الكاتب والمحلل السياسي الماروني اللبناني، نوفل ضو، هجوماً عنيفاً على الطبقة السياسية في لبنان واصفاً إياها بأنها "طبقة عميلة ومتواطئة جاءت بها طهران لكي تعطي شرعية للاحتلال الإيراني في البلاد"، مشيراً إلى أن "تلك الطبقة نفسها لا تريد مواجهة "حزب الله" ليس لكونها ضعيفة أو غير قادرة على ذلك، بل لأنها لا تريد مواجهة الحزب في سبيل حصول أفرادها وأعضائها على المناصب".

وأضاف ضو في الندوة التي نظمتها "الوطن" عبر تقنية الاتصال المرئي، بعنوان "أزمة لبنان مع دول الخليج.. الأسباب والنتائج والحلول"، أن "تلك الطبقة السياسية لم يفرض عليها تولي السلطة أو تولي أي منصب سياسي في لبنان، في ظل تلك الظروف، لكن على العكس تماماً، أفراد تلك الطبقة هم الذين استماتوا في الحصول على المناصب وعلى السلطة، وقدموا أقصى التنازلات، وبلغوا مستوى قياسي في التنازل والعمالة والانبطاح لإيران و"حزب الله" حتى يشغلوا تلك المناصب التي يشغلونها الآن في ظل تلك الظروف".

وشدد ضو على أن "لبنان يخضع للاحتلال الإيراني، عبر الآلة العسكرية الإيرانية في المنطقة المتمثلة في "حزب الله" وبالتالي فهو تتصرف إيران في لبنان كما يتصرف أي احتلال في العالم".

وذكر أن "إيران أتت بمنظومة سياسية تابعة لها كي تعطي شرعية لاحتلالها للبنان، ثم بعد ذلك، أتت بمنظومة اقتصادية استطاعت أن تمتص مقدرات الشعب اللبناني بعدما امتصت مصارف لبنان والاحتياطيات النقدية منذ عام 1982 وعلى مدار 4 عقود حيث أقامت اقتصاداً موازياً في لبنان وابتدعت لعبة تجارة المخدرات التي تعد مثل لعبة الدمار الشامل الذي يوازي الأسلحة النووية والجرثومية لأنها تدمر المجتمعات اللبنانية والعربية بأمها وأبيها، في سبيل أن يستطيع "حزب الله" الحصول على التمويل وفي ذات الوقت يتم تدمير المجتمعات اللبنانية والعربية عبر استهداف الشباب اللبناني والعربي".

واعتبر أن "حل الأزمة في عدم الرهان على الطبقة السياسية الحالية، كما أنه لا يجوز للبنانيين أن يراهنوا على لبننة وعروبة "حزب الله" لأنه مشروع إيراني كامل".

وشدد على "ضرورة أن تكون القوى السياسية في موقع المقاومة والمواجهة، وألا تكون شريكاً لـ"حزب الله" في السلطة، لأنه من الأفضل ألف مرة أن تكون خارج السلطة وفي موقع المقاومة، عن أن تكون داخل السلطة وتعطي شرعية لاحتلال الحزب للدولة اللبنانية".

وقال إن "الرهان الحقيقي الآن على قادة الرأي والفكر والطبقة الشبابية الواعية، لأن هذه الطبقة الجديدة، هي من يمكن أن تبني لبنان، لأن مشروع الطبقة السياسية الحالية هو ما هو حجمه في السلطة في ظل الشراكة مع "حزب الله".

وذكر ضو أن "التعاطي مع الموضوع بمقياس الاستقالة لا يضع الأمور في نصابها، وبالتالي إذا استقال جورج قرداحي، سوف يأتي بديل ربما أسوأ من جورج قرداحي، وبالتالي المشكلة في المنظومة، وواقع الاحتلال الإيراني، للبنان، حتى وإن كان بدون وجود جنود إيرانيون منتشرون في شوارع لبنان، إن المشكلة في مقاربة مختلفة تماماً بأن علينا أن نغير كل الأساليب التي اعتمدت في التعاطي مع الأزمة اللبنانية سواء على صعيد الداخلي أو الخارجي".

وذكر أن "المسألة الاقتصادية من أزمة لبنان مع دول الخليج هي آخر همي، لكن ما يهمني، وأنا مسيحي ماروني، هويتي العربية، واستعادة الموقع السياسي والحضاري والثقافي للبنان الذي بني على أساسه لبنان".

وأضاف أن "لبنان بني على تفاهم بين مؤسس الدولة السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود، والبطريرك الماروني إلياس الحويك قبل نحو 100 عام، عندما تولى أمين الريحاني نقل الرسائل، وبالتالي كان هناك رمزان في المنطقة لاستقلال الدول، هما الملك عبدالعزيز آل سعود، والبطريرك الماروني إلياس لحويد". وقال إن "علاقة البطريركية المارونية بالمملكة العربية السعودية أسسها قبل 100 عام الملك عبد العزيز آل سعود والبطريرك إلياس الحويك".

وأعرب ضو عن "استيائه وحزنه في ألا يكون لبنان شريكاً لدول الخليج في قضية تطوير الإنسان وليس في مسألة الاستفادة من المال الخليجي، وكذلك الحال أيضاً في علاقة لبنان مع مصر، لقد نجحت دول مجلس التعاون مع مصر في إطلاق منظومة عربية فاعلة وهي "6+1"، ولماذا لا يكون لبنان شريكاً في هذا الأمر؟!".

وكشف عن "إطلاق مؤتمر لبناني في يناير المقبل، يعلن من خلاله عن مشروع لبنان العربي الجديد، حيث يتبناه اللبنانيون مثلما سبق أن فعلوا على مدار مئات السنين الماضية، وإلى طرح مفهوم جديد للعروبة، وهو مفهوم جامع وحضاري يواكب العولمة وسنثبت بأننا قادرون أننا لن نقبل أن نكون رهائن ولا أسرى عند الإيرانيين ولن نقبل بأن تغير هويتنا ونصبح لقطاء سياسيين في هذه المنطقة".