تبرهن جائزتي الكرة الذهبية و"الأفضل"، الأكبر في كرة القدم بعد الفصل بينهما في 2016، على أن فترة هيمنة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو شارفت على الانتهاء، إذ تشمل المنافسة العديد من المرشحين بعد أن كانت منحصرة بين اللاعب الأرجنتيني وغريمه البرتغالي.

وفي عام استمتع فيه الجمهور بمباريات اليورو وكوبا أمريكا والكأس الذهبية والأولمبياد بجانب مسابقات الدوري المحلية والبطولات الدولية للأندية مثل دوري أبطال أوروبا وكأس ليبرتادوريس، يبدو أن تحديد أفضل لاعب القرار الأصعب في السنوات الأخيرة.

وتراجع الصراع الذي كان مشتعلا دائما بين ميسي ورونالدو في المواسم الأخيرة رغم تتويج قائد الأرجنتين بكوبا أمريكا واستمرار هداف البرتغال في هز الشباك رغم عدم تألق فريقيه يوفنتوس ومانشستر يونايتد كما كان منتظرا.



ورغم هذا التراجع يستمر الثنائي المسيطر على الجوائز الفردية منذ 2008 في الترشيحات رغم ظهور منافسين آخرين الراغبين في خطف الأنظار في احتفالات يعرفها "البرغوث" و"سي.آر 7"جيدا.

وفاز ميسي بالكرة الذهبية مرتين وبجائزة أفضل لاعب في العالم من الفيفا 4 مرات (والتي ظهرت في 2009 بعد الدمج بين جائزتي مجلة فرانس فوتبول والفيفا ثم انفصلا في 2016) ونال جائزة "الأفضل" مرة واحدة بعد فصل الجائزتين.

وفي المقابل حصل كريستيانو على 3 كرات ذهبية وجائزة أفضل لاعب في العالم من الفيفا مرتين بجانب جائزة الأفضل مرتين.

وستسلم الكرة الذهبية في وقت لاحق الإثنين، بينما يعلن عن جائزة الأفضل في 17 يناير/كانون الثاني المقبل، وقائمة المرشحين مفتوحة على مصراعيها أكثر من المعتاد.

وتعايشت الجائزتان سويا من 2010 إلى 2015 ثم عادتا لاتخاذ مسارين مختلفين رغم تشابه النتائج منذ الانفصال، وإذا لم يفز ميسي يتفوق كريستيانو، بينما كسر الكرواتي لوكا مودريتش الاحتكار بفوزه بالكرة الذهبية وبجائزة الأفضل في 2018 كما نال البولندي روبرت ليفاندوفسكي جائزة الفيفا في 2020.

وألغت فرانس فوتبول نسخة الكرة الذهبية 2020 بداعي أن الظروف لم تكن عادلة بشكل كاف بين اللاعبين في موسم لعب في أجواء استثنائية بسبب جائحة كورونا، أما في 2021 فإن معظم المرشحين الـ30 يملكون حظوظا للفوز مثل ميسي ورونالدو.

وتشمل المنافسة نيمار وكريم بنزيما وكليان مبابي وروبرت ليفاندوفسكي ونجولو كانتي وجورجينيو ومحمد صلاح ومواهب واعدة مثل النرويجي إيرلينج هالاند والإسباني بيدري الفائز بجائزة "الفتى الذهبي" لأفضل لاعب تحت 21 عاما.

وينتمي المرشحون الـ30 لأندية أوروبية، والأكثر تمثيلا هو تشيلسي (5 لاعبين) بعد فوزه بدوري أبطال أوروبا، ومانشستر سيتي بنفس العدد، ثم باريس سان جيرمان (4).

وعلى مستوى الجنسيات يوجد تنوع كبير أيضا، وتسيطر إيطاليا بخمسة لاعبين بجانب 4 إنجليزيين و3 من إسبانيا وفرنسا والبرتغال، وثنائي من الأرجنتين وبلجيكا إضافة إلى لاعب جزائري ومصري وبرازيلي وكرواتي ودنماركي ونرويجي وبولندي وأوروجوائي.

ومنذ الكشف عن قائمة المرشحين اشتد الجدل واختلفت الآراء حول جدارة لاعبين وعدم استحقاق آخرين.

وكان رأي لاعب فرنسا السابق باتريك إيفرا لشبكة (إيه.إس.بي.إن) من بين الأكثر إثارة للجدل.

وقال إيفرا "في رأيي يجب أن يفوز بالكرة الذهبية جورجينيو أو كانتي، أشعر بالملل، من الفساد منح الجائزة لميسي، ماذا ستقولون لي هذا العام؟ الفوز بكوبا أمريكا؟ حسنا هذا جيد، لكن ماذا تقولون عما فعله طيلة العام مع برشلونة؟".

وتضاعف عدد المؤيدين لترشيح جورجينيو لاعب وسط إيطاليا وتشيلسي بعد فوزه بلقبين متتاليين لدوري الأبطال واليورو مع فريقه ومنتخب بلاده.

وفي إيطاليا يسود رهان على جورجينيو، وقال الأسطورة جيانفرانكو زولا للصحافة الإنجليزية "هل يجب منح الكرة الذهبية لجورجينيو؟ إنه يستحقها".

وفي مدريد، وبالتحديد في نطاق ريال مدريد، وفرنسا فإن الرهان على كريم بنزيما، وأكمل المهاجم المدريدي موسما ممتازا رغم فوزه بلقب واحد وهو دوري الأمم الأوروبية مع عودته لمنتخب فرنسا بعد غياب أكثر من 5 سنوات.

ووفقا لصحيفة (ليكيب) فقد كلل لقب دوري الأمم "عامين مذهلين" لمهاجم الريال، وأشارت إلى أن العام الماضي، ربما يكون الأفضل في مسيرته، لم تمنح فيه الجائزة بسبب الوباء لكنه يستحق أن يكون في الحسبان في النسخة الجديدة.

وبعد الإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية في باريس سيتنافس 11 لاعبا على جائزة الأفضل، لكن سيكشف الفيفا عن القائمة النهائية لثلاثة مرشحين فقط في مطلع يناير/كانون الثاني.

وسيعود روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بولندا وبايرن ميونخ، الفائز بالنسخة الأخيرة، لتصدر المرشحين بجانب ميسي (برشلونة/باريس سان جيرمان) ونيمار ومبابي (سان جيرمان) وبنزيما (ريال مدريد) وكريستيانو رونالدو (يوفنتوس/مانشستر يونايتد) وكيفن دي بروين (مانشستر سيتي) وهالاند (بروسيا دورتموند) وكانتي وجورجينيو (تشيلسي) ومحمد صلاح (ليفربول).

وفي عام زاخر بمنافسات كرة القدم وشهد عودة الجماهير للملاعب تبقى الاحتمالات مفتوحة في لقب أفضل لاعب في العالم في 2021 أكثر من أي وقت سابق رغم أن اسم ميسي يبقى مجددا أبرز المرشحين لكن مع منافسة أقوى من السنوات الماضية.