اتهمت إثيوبيا اليوم الإثنين، متمردي جبهة تحرير تجراي بتدمير متعمد لدور العبادة في منطقة تشيفرا بإقليم عفار التي حررها الجيش الأحد.

وقالت وزيرة الدولة بمكتب الاتصال الحكومي الفيدرالي في إثيوبيا، سلاماويت كاسا، إن منطقة تشيفرا بإقليم عفار التي تم تحريرها بالكامل أمس الأحد من قبضة جبهة تحرير تجراي شهدت تدميرا للمساجد ودور العبادة بصورة ممنهجة من قبل الجبهة بهدف كسر روح ومعنويات سكان المنطقة .

واستعرضت وزيرة الدولة الإثيوبية، في مؤتمر صحفي عقدته الإثنين، الوضع الراهن بالبلاد، والمعارك التي تخوضها الحكومة الإثيوبية ضد جبهة تحرير تجراي المصنفة إرهابية.



وأوضحت المسؤولة الإثيوبية، أن جبهة تحرير تجراي استهدفت المواقع المقدسة ودور العبادة بصورة ممنهجة ومخطط لها، وقالت إن عناصر جبهة تحرير تجراي عملوا على تدمير المساجد ومحتوياتها وحرق القرآن.

وأضافت أن ما قامت به الجبهة من انتهاكات وتجاوزات وتدمير للبنية التحتية في المواقع التي كانت تسطير عليها سيتم كشفها تدريجيا.

ودعت الوزيرة، سكان المناطق التي لم يتم تحريرها إلى حماية مناطقهم من أعمال التدمير والانتهاكات التي تقوم به جبهة تحرير تجراي، وأضافت أن على الشعب أن يحارب مقاتلي الجبهة الذين يواجهون ضربات موجعة من قبل الجيش الإثيوبي ويفرون في مختلف المناطق بالبلاد.

وكانت قوات تجراي المتمردة استولت على "تشيفرا"، التي تقع على الحدود بين إقليمي عفار في شمال البلاد وأمهرة الشهر الماضي.

من جانب آخر أشارت المسؤولة الإثيوبية في مؤتمرها الصحفي، إلى أن الاقتصاد الإثيوبي حقق إيرادات عالية على الرغم من الحرب الجارية بالبلاد، وقالت إن الجبهة الثانية والمهمة للحرب الجارية في البلاد هي قطاع الاقتصاد، مؤكدة على أن الربع الأول من العام المالي الإثيوبي الحالي حققت البلاد أكثر من 17.9 بالمئة من الخطة، وذلك بإيرادات بلغت 73 مليار بر إثيوبي (نحو مليار ونصف المليار دولار).

وتطرقت المسؤولة الإثيوبية خلال مؤتمرها الى الأحداث الأخيرة فيما يتعلق بالسودان، وقالت إن إثيوبيا والسودان جارتان تربطهما علاقات تاريخية طويلة الأمد، وأضافت أن الحكومة الإثيوبية ترى أن التغلب على الخلافات يجب أن يتم تجاوزها من منطلق العلاقات الشعبية بين البلدين .

وأوضحت المسؤولة الإثيوبية، أنه عقب دخول إثيوبيا في حرب انفاذ القانون، حاولت عناصر جبهة تحرير تجراي عدة مرات للدخول إلى الأراضي الإثيوبية، وتصدت الحكومة الإثيوبية لهذه الاعتداءات.

وأكدت على تمسك إثيوبيا باحترام الدول المجاورة والتعامل معها بالوقوف إلى جانبهم في الصعاب والمحن، وأضافت أن الحكومة الإثيوبية أيضا تحاول حل مشكلة الأراضي المحتلة من الجيش السوداني عبر الحوار والتفاوض بناء على العلاقة التاريخية والشعبية بين البلدين .

وتقول الخرطوم في المقابل أن الأراضي المتنازع عليها مع إثيوبيا سودانية وتؤكد تمسكها بحقها في السيادة عليها.

وأوضحت أن الحكومة الإثيوبية تأمل ألا يكون السودان منطلقا للمجموعة الإرهابية وحتى لا تتأثر علاقة البلدين التاريخية بأفعال هذه المجموعة التي ترغب في خلق خلاف وتأجيج النعرات بين البلدين .

وأمس الأحد نفى وزير مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي لجيسي تولو أن يكون الجيش الإثيوبي هاجم نظيره السوداني في المنطقة الحدودية بين البلدين ، وقال إن الجيش الإثيوبي لم يهاجم السودان وهذه المزاعم غير صحيحة ، مؤكدا في تصريحات صحفية، أن بلاده ليست لها أجندة لمهاجمة دولة ذات سيادة.

ولفت المسؤول الإثيوبي إلى أن "جيهة تحرير تجراي الإرهابية تجند المتسللين في السودان وتحاول الدخول إلى البلاد في أوقات مختلفة، لا سيما في منطقة المتمة.

وكشف أن الجيش الإثيوبي والمليشيات المحلية تصدت للمتسللين من عناصر جبهة تحرير تجراي، وألحقت بهم خسائر ونفذ ضدهم ضربات موجعة.

وكان الجيش السوداني، أعلن الأحد سقوط عدد من أفراده، في هجوم شنه الجيش والمليشيات الإثيوبية، بمنطقة الفشقة الحدودية بين البلدين.

وقال الجيش السوداني في بيان صحفي نشرته الوكالة الرسمية "سونا"، إن "قوة من القوات المسلحة تعمل في تأمين الحصاد بالفشقة الصغرى في منطقة بركة نورين، تعرضت لاعتداء وهجوم من مجموعات للجيش والمليشيات الإثيوبية".

وتعتبر منطقة "الفشقة" المتاخمة للحدود الإثيوبية أرضا يصرّ كلا الجانبين على الاحتفاظ بها أو خوض حرب من أجلها.

وتقسم منطقة النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا إلى 3 مناطق: "الفشقة الكبرى" و"الفشقة الصغرى" و"المنطقة الجنوبية".

وعقب سيطرة الجيش السوداني عليها، شرع في تشييد الطرق المعبدة وإنشاء المعابر تحسبا للخريف المقبل.