إن مجتمعاتنا العربية لها خصوصياتها كأي مجتمع في العالم، وهي تحترم على كافة الأصعدة، وبناء الأجيال هي مسؤولية الجميع من الأسرة إلى الدولة، وخاصة في ملفات حساسة تتعلق بالفطرة الإنسانية التي خلقها الله عز وجل، حيث تتعمد الكثير من وسائل الإعلام والمنظمات إقحام ملف المثليين وجعلهم أمراً اعتياديا وهذا الأمر مرفوض على كافة الأصعدة في الكثير من الأديان ولا يدخل في حيز الحريات بل يتعدى ذلك فهو اعتداء صريح على الفطرة البشرية التي خلقها الله عز وجل.

إن المثير في هذا الموضوع مدى تعاطي النظام القطري لهذا الملف، وحسب الأخبار المنشورة في الصحف الغربية أنها قبلت بأن يرفع علم المثليين في الملاعب التي تقام عليها كأس العالم، والتي تعتبر حسب الأعراف الدبلوماسية أرضا تحت السيادة القطرية، وبنفس الوقت فإن القوانين والتشريعات القطرية تجرم هذه التصرفات وقد تصل العقوبة إلى الإعدام بحسب تقرير نشر في شبكة «بي بي سي» بعنوان «قطر تسمح برفع علم المثليين».

ومن هنا تأتي المصادفة، فإن دويلة قطر التي تستضيف الإرهابيين الذين تتفرع مجالاتهم في الإسلام السياسي كالإرهابي يوسف القرضاوي زعيم جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم، لماذا لم يستنكروا هذا الأمر؟ أليست هذه من ثوابت الأمة التي يتحدثون عنها؟ أليس من حق رجال الدين بقطر معارضة هذه القرارات التي تعتبر اعتداء سافرا على ديننا الإسلامي، وحماية المجتمع من تلك المظاهر الغربية؟ أو أنها كتمت أفواههم بسبب المال السياسي؟

خلاصة الموضوع أن ما يقوم به النظام القطري من تناقضات واضحة في تنظيم كأس العالم، كالقبول والرضوخ لرفع علم المثليين في الملاعب القطرية والتي تعتبر تحت سيادتها بالأعراف الدبلوماسية هي عار على المجتمع الخليجي والعربي والإسلام بأن تكون دولة إسلامية ترضخ لقبول هذه الظواهر، في ظل صمت رجال الدين الذين من المفترض أن تصدر منهم بيانات الاستنكار والرفض لهذه القرارات المنافية لديننا الإسلامي، وأن عدم صدور أي نفي رسمي من الجانب القطري بشأن ذلك يعتبر تأكيداً على ما نشرته الصحف والمواقع الإخبارية الغربية.