دائماً ما يقال بأن دولة الباطل ساعة، ودولة الحق إلى قيام الساعة، وعلى هذا القياس، فإن أي تحالف «باطل» لن يدوم، والتحالفات الحق هي من تستمر إلى أطول فترة ممكنة.

وهنا، أقصد تحديداً التحالف بين الجار والشقيق العاق قطر، وجماعة الإخوان المتأسلمين، ودعم الدوحة لهم طوال الفترة الماضية، لتمتطيهم وصولاً إلى أحلامها الوردية بالسيطرة على المنطقة، وأن تكون هي صاحبة الكلمة العليا في الشرق الأوسط.

التطرف والمصالح المشتركة هي من جمعت حلف الشيطان بين الدوحة والأخوان، وما شاهدناه من دماء بريئة تراق في شتى بقاع الأرض بدعم قطري، وتنفيذ أخونجي، سيهوي بهذا الحلف عاجلاً أم آجلاً.

ولن أتحدث عن أساليب دعم قطر لهذه الجماعة الإرهابية، التي تزداد وتيرة تصنيف فروعها على لائحة الإرهاب بشكل متسارع مؤخراً، فالجميع يعلم أين يقطن القرضاوي وما هي صفته، وأين تم تعيين نجله، أو على من يتردد إسماعيل هنية وخالد مشعل، كما لا يخفى على أحد، ما قامت به قناة الجزيرة دعماً لهم، والمليارات التي دفعت من أموال الشعب القطري دعماً للإخوان.

أما المخططات التي تورطت بها الدوحة مع هذه الجماعة، فحدث ولا حرج، وفتاوى القرضاوي بقتل رجال الشرطة حينما يكون الرئيس من غير جماعتهم، وتكفير حكام الدول المسلمة إن لم يخطِ على طريق ضلالتهم.

ورغم يقيني بأن الحلف القطري – الإخونجي، لن يستمر طويلاً، إلا أن المشكلة تكمن في تركيبة جماعة الإخوان المتأسلمين، المعتمدة على التقية الدينية والسياسية، وطريقة تنظيمهم، وللأسف تغلغل العديد منهم في مراكز حساسة، وسيطرتهم على العديد من سائل الإعلام، واعتلاءهم المنابر، فيحاولون تجييش الشعوب ضد حكوماتهم، ويستخدمون القوى الناعمة للتغيير نحو الأسوأ.

الأخوان يرتدون عباءة العلمانية، ويطلقون حمامات السلام، ولكن مكياجهم يزال مع أول موقف تحتاجه دولهم منهم، ويصفقون للدوحة ورموز الأخوان، ويحطمون عزيمة دولهم مع كل إنجاز.

هذا الصنف من الأخونج هو الأخطر، وهو أشد أسلحة الدوحة فتكاً بالشعوب العربية، ولن يتسع المقام لذكر من ادعوا بأنهم نشطاء أو إعلاميون أو مؤثرون، وتغلغلوا وسط الشعوب، وبثوا رسائل الكراهية، وشقوا صف اللحمة الوطنية، ويسعون لإلقاء دولهم في الهاوية.

وهنا، يجب على كافة الدول فضحهم، وتجريمهم، كي لا يزداد سرطانهم بيننا، ولا تؤثر خططهم فينا خاصة أن لازال هناك من يمجد على وسائل التواصل الاجتماعي عناصر وضعت على قوائم الإرهاب الإقليمية والدولية على سبيل المثال وليس الحصر مرسي والقرضاوي ووجدي غنيم ضاربين بعرض الحائط تصنيف البحرين أيضاً لنفس العناصر كإرهابيين.. يتناسون خيانة الأخوان في مصر وتونس وغدرهم في الإمارات. أما الدوحة، فترقبوا قادم الأيام، وكيف ستشرب من ذات الكأس الذي سقته لغيرها.