عهدية أحمد




المبادئ العشرة للـ50 عاماً المقبلة تضع إطاراً واضحاً لمستقبل التنمية

أكد رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإماراتية حمد الكعبي أن الإمارات العربية المتحدة تواصل مسيرتها التنموية بكل طموح وتفاؤل، رافعةً شعار «اللامستحيل»، وعاقدة العزم على المبادرة الإيجابية من أجل استئناف عربي جديد للحضارة.



وأضاف في لقاء مع «الوطن» بمناسبة ذكرى عيد الاتحاد الخمسين أن الإمارات تتحرك عبر مسارها التنموي بوضوح وشفافية وتفصح عن أجندتها ومبادئها، مشيراً في هذا الصدد إلى المبادئ العشرة للـ50 عاماً المقبلة التي تضع إطاراً واضحاً لمستقبل التنمية، يهتم بالاقتصاد وحُسن الجوار وجذب المبدعين والموهوبين.

وأشار إلى أن الثاني من ديسمبر يوم تاريخي تتجدد معه ذكرى تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة. وهذا العام بلغت الإمارات عامها الخمسين، بعدما قدمت نموذجاً تنموياً يشهد بتميزه العالم كله وفق مؤشرات التنمية البشرية ومقاييس التنافسية العالمية، وذلك بفضل قيادتها الرشيدة المخلصة التي تستثمر أولاً وأخيراً في الإنسان وتعمل من أجله.

وأوضح أنه في ذكرى عيد الاتحاد الخمسين تتجدد ذكرى القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، القائد الملهم الذي خطط وأبدع ورسّخ الأسس والمبادئ التي تسير عليها دولتنا الحبيبة في كل المجالات، حيث زرع زايد قيم المحبة والتعاون والتعايش والتسامح، وأسس وطناً بروح التضامن، ودشن جيلاً مؤمناً بوطنه، متمسكاً بقيمه العربية وفي الوقت نفسه منفتحاً على الحوار مع العالم، وقادراً على التواصل مع الثقافات والحضارات بكل أطيافها.

وقال: «نحتفل بعيد الاتحاد الخمسين وكلنا ثقة بقدرتنا على مزيد من النجاحات في مجالات جديدة، في ريادة الفضاء والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، وفي مسارات تعزز اقتصاد المعرفة وتجعل الإمارات سبّاقة في التنمية المستدامة، ومنذ لحظة التأسيس إلى الآن استطاعت الإمارات بفضل قيادتها الرشيدة أن تقدم لشعبها قصص النجاح ونموذج التنمية المرتكز على الإنسان، من خلال مبادرات ومؤسسات وعمل دؤوب عنوانه الخير والمحبة والسلام».

ولفت إلى أن المبادئ العشرة للخمسين عاماً المقبلة في الإمارات تضع البوصلة الاستراتيجية في اتجاه الاستقرار والنماء ليس فقط مع دول الجوار، بل تنطلق بالمحددات ذاتها مع العالم كله، كل ذلك لصالح مسيرة الازدهار المتواصلة منذ لحظة التأسيس في 2 ديسمبر إلى العام الخمسين في 2021 وإلى المئوية الأولى في 2071 وما بعدها، وفيما يأتي اللقاء:



كيف ترون العلاقات الثنائية البحرينية- الإماراتية.. تاريخها ومستقبلها؟

- علاقات تاريخية عميقة وقوية ترسخت طيلة العقود الخمسة الماضية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين الشقيقة. وهناك توافق بين البلدين الشقيقين في ملفات عديدة سواء ما يتعلق بمسارات التنمية، وقضايا المنطقة أو الملفات ذات الطابع العالمي.

وطورت الإمارات علاقات حسن الجوار بينها وبين مملكة البحرين الشقيقة بخطوات عملية، من أهمها تدشين مجلس الأعمال البحريني الإماراتي المشترك في 16 نوفمبر 2015، وبعد قرابة 6 سنوات تتطور مسارات التعاون بين البلدين من خلال بيان مشترك صدر في 8 نوفمبر الحالي بشأن ترسيخ التآخي وتطوير التعاون الثنائي بين الإمارات والبحرين، بحيث يتضمن مجالات عدة من بينها: الاقتصاد والتجارة والتعليم والاستثمار والأمن السيبراني.

وتتميز الإمارات بخطواتها العملية التي تتجاوز التصريحات والشعارات الرنانة، بما يعظم المنافع المشتركة، وخاصة على الصعيد الاقتصادي، وعلى سبيل المثال تضمّن البيان المشترك بين الإمارات والبحرين خطوات محددة، مثل: إنشاء مركز للمستثمر الإماراتي في البحرين لتسهيل وتسريع إجراءات المستثمرين الإماراتيين كي يتسنى إبرام الأعمال التجارية في مملكة البحرين، وربط السجلات التجارية في البلدين كي تستطيع الشركات المسجلة في الإمارات القيام بأنشطة تجارية في البحرين.

كيف تنظرون إلى التعاون في مجال الصحافة والإعلام وأهمية الخطاب الإعلامي الموحد؟

-التعاون بين البلدين متواصل ويزداد قوة وتنوعاً مع مرور الوقت، وعلى الصعيد الإعلامي يمكن الاستناد إلى تصريح وزير شؤون الإعلام علي الرميحي، عندما أكد في أثناء ملتقى «الإعلام الإماراتي البحريني»، قائلاً: «إن وحدة الهدف والمصير مع الإمارات تعزز الإعلام والتعاون لإدارة الأزمات».

وبما أن البلدين يواجهان تحديات مشتركة فإن الخطاب الإعلامي يلعب دوراً مهماً في توعية الرأي العام بكيفية التعامل مع الأزمات، وهذا ما لمسناه بوضوح في أثناء جائحة (كوفيد19)، وأيضاً في التصدي للفكر المتطرف وجماعات الإسلام السياسي، والتوعية بخطورة الإرهاب والتطرف، وأيضاً تبصير الرأي العام بمساعي التنمية في المجالات كافة.

مشاريع الخمسين القادمة لدولة الإمارات.. كيف ستؤثر هذه الخطة على خريطة العالم؟

- تُدشن مشاريع الخمسين مرحلة جديدة من التنمية في دولة الإمارات، حيث تضع الدولة على مسار تنموي طموح خلال الخمسين عاماً التي تلي اليوبيل الذهبي لها.

المشاريع تتضمن إصدار وتطوير مجموعة قوانين ومبادرات من أجل تمكين كفاءات وطنية ومواهب ورواد أعمال إماراتيين، وستعمل المشاريع على استقطاب المواهب والمستثمرين إلى دولة الإمارات، وبناء شراكات اقتصادية عالمية.

وتغطي «مشاريع الخمسين» عدداً من القطاعات الحيوية تشمل الصحة، والتعليم، والتنمية الاجتماعية، والاقتصاد، والبيئة، والإسكان، والسياحة، وريادة الأعمال، والاستثمار، والمهارات، والقيم المجتمعية، والثقافة، والمجتمع، والرياضة، والشباب، والأمن الغذائي والعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وغيرها.

أين ترون الإمارات اليوم في جميع المحافل الدولية من خلال قصص نجاح على جميع الأصعدة؟

- تتحرك الإمارات بخطوات طموحة داخلياً وخارجياً، وتنطلق من تجربتها التنموية، لتقدم رسائل إنسانية قائمة على المحبة والتسامح والسلام. والإمارات تمد جسور التعاون والتضامن لجميع الدول والثقافات والشعوب، وتعمل دائماً بعيداً عن أي أطر أيديولوجية أو استقطابات دينية أو ثقافية أو جهوية. والإنسان دائماً هو محور التجربة التنموية الإماراتية، وهو أيضاً الهدف الأساسي لخطط التنمية؛ فالهدف هو جودة الحياة وتوفير سبل العيش الكريم.

وعلى الصعيد الخارجي تركز الإمارات على أهمية الاستقرار وتعزيز ثوابت الدولة الوطنية لدى كل بلدان الإقليم من أجل توفير مناخات ملائمة للتنمية. ولعبت الإمارات دوراً في تسهيل تعافي بعض دول المنطقة من اضطرابات ما يسمى الربيع العربي، وأيضاً اتجهت نحو إحلال السلام في المنطقة عبر الاتفاق الإبراهيمي، وأيضاً عبر رعاية المصالحات بين أرتيريا وإثيوبيا في القرن الإفريقي وتهدئة التوتر بين الهند وباكستان، ولعبت دوراً إيجابياً في مد يد العون لدول الإقليم وغيرها في التصدي لجائحة كورونا. وتسعى الإمارات جاهدة لضمان استقرار المنطقة من خلال مكافحة التطرف والتصدي للإرهاب.

كيف ترون البحرين اليوم وما هي الفرص المتاحة للتعاون بين البلدين؟

- تتمتع البحرين بقيادة حكيمة تسعى دائماً للاستقرار والتنمية، برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى

آل خليفة عاهل البلاد المفدى، واستطاعت المملكة تجاوز كثير من التحديات لحصافة قيادتها، ولعلاقتها القوية مع جيرانها وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي.

وهناك توافق بين الإمارات والبحرين في ملفات مهمة مثل اتفاقيات السلام والإبراهيمي، ومكافحة التطرف والإرهاب، وأمن الملاحة في الخليج العربي ورفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية.

ولا شك أن البيان المشترك لدولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بشأن ترسيخ التآخي وتطوير التعاون الثنائي الصادر يوم 9 نوفمبر الماضي، يرسخ أسس ومجالات التعاون بين البلدين الشقيقين سياسياً ودبلوماسياً وأمنياً وفي قطاعات، مثل: الاقتصاد والتجارة والسياحة والشراكة بين الأعمال التجارية والتكنولوجيا المتقدمة والطاقة والنقل والمواصلات والتعليم، وفي العمل وتمنية الموارد البشرية، وفي التغير المناخي والصحة.

ما تعليقكم على آخر اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها بين البحرين والإمارات بحضور ولي عهد أبوظبي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء؟

- هذه الاتفاقيات تتضمن رسائل مهمة: أولاها، أن العلاقة بين أبوظبي والمنامة تتطور يوماً بعد يوم وتتخذ إطاراً مؤسسياً بخطوات عملية تحفز التعاون بينهما من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين. ثانياً: تؤكد الاتفاقيات متانة العلاقة بين قيادتي البلدين، ومدى تطابق رؤاهما تجاه التنمية والاستقرار والسلام، ثالثاً: ترسخ هذه الاتفاقيات الطابع الحيوي والديناميكي للعلاقة بين البلدين ومرونتهما في التعامل مع مستجدات مرحلة ما بعد (كوفيد19).

ما أهم عوامل حفظ أمن واستقرار الإمارات الشقيقة، والبحرين والمنطقة من أجل تحقيق النجاح على جميع الأصعدة؟

- يدرك البلدان الشقيقان أن استقرار المنطقة يتطلب تأهيل الأجيال الجديدة بالعلوم المتقدمة كي يصبحوا قادرين على المساهمة في اقتصاد المعرفة، وتحصين المجتمعات من خطر التطرف، وتنشئة الأجيال الجديدة على احترام الآخر والتواصل الحضاري مع الأمم والشعوب والثقافات المتنوعة. وتحتاج المنطقة إلى تصفير النزاعات والبحث عن مخارج آمنة من الصراعات، والتطلع إلى المستقبل وليس الجمود عند توترات الماضي وصراعاته.

فيما يتعلق بكيفية تعامل البحرين والإمارات مع جائحة كورونا.. كيف استطاعت الدولتان الحفاظ على مكتسباتهما؟

- قدمت الإمارات ولا تزال تقدم أنموذجاً ناجحاً في التعامل مع جائحة كورونا، والأمر نفسه ينطبق على البحرين، حيث اتخذ البلدان خطوات عملية مدروسة، في الإجراءات الاحترازية والتطعيمات، وضبط حركة السفر، مع الحفاظ على استمرار الحياة في التعليم والقطاع التجاري.

خطوات تم اتخاذها قائمة على دراسات قوية وبحث رصين للمستجدات مع جاهزية قوية للتعامل مع المستجدات، ومتابعة على مدار الساعة لكل التفاصيل، والنتيجة سرعة التعافي، ونيل إعجاب العالم شرقه وغربه بما تحقق عبر جهود القيادة وحرصها على استمرار الإمدادات الغذائية والمساعدات الطبية للمواطنين والمقيمين والزوار. طريقة تعامل الإمارات والبحرين مع الجائحة تؤكد ثقة مواطني البلدين في قيادتيهما الرشيدتين الواعيتين اللتين تديران الأمور بكل كفاءة، وإنسانية، وجاهزية واقتدار.

ما دور الشباب والمرأة في بناء مستقبل مشرق ومزدهر في الدولتين؟

- لدى قيادتي البلدين ثقة وإيمان كبيرين في الشباب على اعتبار أنهم قوة بناء في الحاضر والمستقبل، ودشنت الإمارات والبحرين مؤسسات معنية بالشباب، مثل «المؤسسة الاتحادية للشباب» في الإمارات، ومركز الشباب العربي، إضافة إلى وزراء من الشباب في الحكومة الاتحادية.

وفي مملكة البحرين جائزة الملك حمد لتمكين الشباب، كجائزة عالمية تهدف إلى تشجيع الشباب وتمكينهم في مجالات التنمية المستدامة، وخلق حلول جذرية من أجل تحقيق أهداف وضعتها منظمة الأمم المتحدة. كما أطلقت البحرين مشروع «سفراء الشباب العرب» من أجل جذب انتباه العالم للثروات الشبابية في عالمنا العربي.

وفي ملف المرأة نجحت الإمارات والبحرين في تعزيز الحضور النسوي في المؤسسات والوزارات وفي البرلمان، باعتبارها نصف المجتمع، وإيماناً من قيادات البلدين بدور المرأة كصانعة للأجيال ورافد مهم في التنشئة والتربية وبناء الهوية الأجيال. وتميزت الإمارات بحضور غير مسبوق في البرلمان وفي الحقائب الوزارية وفي قطاعات واعدة كريادة الفضاء، مثلما حدث في مشروع «مسبار الأمل»، ومشروعات الطاقة النووية السلمية كما في مفاعل برّاكة في أبوظبي.

ماذا أضاف الحدث الاستثنائي إكسبو 2020 إلى سمعة الإمارات ومقدرتها على احتضان الفعاليات الدولية بهذا المستوى وأثرها الإيجابي على الاقتصاد الإماراتي؟

- معرض إكسبو 2020 دبي يحمل رسائل مهمة من الإمارات إلى العالم، أهمها: قدرة الإمارات على تنظيم ثالث أكبر الفعاليات في العالم بعد الأولمبياد وكأس العالم لكرة القدم. وأكدت الإمارات قدرتها على تحفيز التعافي العالمي من وباء (كوفيد19)، وتعزيز التعايش والتواصل بين شعوب الأرض قاطبةً من خلال شعار المعرض «تواصل والعقول وصنع المستقبل»، وتأكيد قدرة العرب على الإسهام الحضاري من خلال تنظيم رائع ومشاركات غير مسبوقة وفرص جديدة لدول نامية كي تقدم نفسها للعالم، وأيضاً تحفيز التضامن العالمي من أجل مواجهة تحديات مشتركة في مكافحة الأوبئة والتغير المناخي والابتكارات الجديدة التي تراعي الاستدامة.

فعاليات إكسبو 2020 دبي رسالة تنمية ومحبة وتسامح من الإمارات إلى العالم.