لا توجد حتى الآن مؤشرات على الكيفية التي سيستغل فيها أولئك الذين يطلقون على أنفسهم اسم «معارضة» شهر ديسمبر -الذي تحول بما يحتويه من بشارات وقرارات إيجابية ومشاريع نهضوية إلى رمز للخير تتميز به البحرين- لعلهم يتمكنون من إعادة جزء من حقوق الأسر التي تسببوا في ضياع أبنائهم وأدخلوها في دوامة الآلام والقلق. لكن الكثيرين لا يترددون عن القول إنهم لا يزالون دون القدرة على الاستفادة من هكذا ظروف وهكذا شهر، فالعادة جرت أنهم لا يقرأون الساحة وتطوراتها بذكاء ويترددون في قراراتهم قبل أن تفوت المناسبة ويتحسرون عليها.

المرونة التي يبديها الحكم في كل حين وعلى الخصوص في شهر ديسمبر الذي تحتفل فيه البلاد بالعيد الوطني المجيد وبذكرى تسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله مقاليد الحكم في البلاد تغري كل من «يعمل سياسة» العمل بطريقة يستفيد منها ويحقق من خلالها بعض أهدافه ويصحح جانباً من أخطائه لعله يصلح شيئا من الذي بينه وبين الحكم فيوفر للناس الذين أسبغ عليهم بالوعود و«زهزه» لهم ما عجز عن توفيره خلال السنوات العشر الماضية.

مؤلم أن يمر شهر الخير هذا من دون أن يفعل أولئك مفيداً ويقدموا ما يجعل الناس يذكرونهم بخير، ومؤلم أن تفوتهم الفرص ثم يتفرغون للتحسر عليها وشغل الوقت بتبادل الاتهامات والتلاوم.

العطاء والخير في هذا الشهر ينبغي ألا يأتي من الحكم فقط، وعلى أولئك أن يعملوا بطريقة مختلفة عن التي اعتادوها وأساسها التخوين والتشكيك في كل ما يأتي من الحكم وإلا ازدادوا تيها وضياعا واقتربوا من نهايتهم.

التقدير هو أن عليهم على الأقل أن يثنوا على كل خطوة إيجابية يخطوها الحكم في هذا الشهر وأن يشكروه على كل قرار يصب في مصلحة الناس الذين يقولون إنهم خرجوا للارتقاء بهم وحماية حقوقهم وتحقيق المكاسب لهم. والتقدير أيضاً أنهم سيستمرون في سياستهم السالبة والقاصرة فيرفضون خيرات ديسمبر ويضيعون كل الفرص.