هدى عبدالحميد




​​​​​​​على المعلم أن يفعّل أدوات التعزيز اللفظي والمادي

إن دور المعلم لا يقتصر على نقل المعارف والمعلومات إلى طلابه فقط، بل يمتد إلى دوره في تعزيز شخصية الطالب لتحقيق الجودة في المخرجات وبناء الأجيال، ولكن مع الأسف قد نجد أن "التنمر" ليس سلوكاً سلبياً متعلقاً بالطلبة فقط، بل هناك أيضاً «تنمر المعلمين» الذين فقدوا القدرة على التعامل مع الطلبة بمختلف أعمارهم.

وقال التربوي ومدرب المهارات الحياة الإنسانية عباس العكري لـ"الوطن" إن المعلم يحمل رسالة القيم والتعاليم السمحة، ويشرّف أمّته، يقدم التعزيز والدعم والمساعدة لطلابه، ويخطّط لتقديم التعزيز، ساعياً نحو التنويع في تقديم الدعم والمساندة، ويسعى لتقويم سلوك الطالب، فيزدادون شوقاً نحو المشاركة الفاعلة، ويفتخرون معه بالإنجاز في أثناء حلّ النشاط التعليمي المتمايز، أو عبر مشاركتهم في البوابة التعليمية، أو برنامج التيمز.

وأردف: "على المعلم أن يفعّل أدوات التعزيز اللفظي والمادي؛ كأن يقول: أحسنت إجابة صحيحة، عملك متقن، شكراً لجهودك الرائعة، وظفت المطلوب منك بدقة أقدر جهودك، لم تحقق المطلوب سعدت بمحاولتك تدرب أكثر مستعيناً بالأنشطة، أو بالتصفيقات الثلاث، مع الابتسامة الدائمة، ومنح الدرجات، والنجوم في الكراسات، أو شهادات التقدير، مع نشر صورة للطلاب المشاركين معه بمختلف فئاتهم التعليمية في الركن التعليمي المخصص للمادة داخل الصف، ويبادر بنشر إنجازاتهم التعليمية عبر البث المباشر الافتراضي وبرنامج التيمز، وخلال الطابور الصباحي الافتراضي للمدرسة، أو بلقاء يجمعه مع القيادة العليا والإدارة المدرسية والتقاط صورة تذكارية لطلابه".

واشار إلى أنه نادراً ما تحدث حالات تستدعي توجيه بعض المعلمين ولفت الانتباه لها، عندما يحاول بعضهم تجاهل مشاركة طلابه كي يسرع في الشرح، والانتهاء من الدرس وإكمال المنهج الدراسي، فتراه أحياناً يحرك شفتيه ويغمض إحدى عينيه، ويشير بيديه سلباً، واستنكاراً على الإجابة الخاطئة لطلابه، فيزرع القلق والخوف فيهم من المشاركة والإجابة عن أسئلته، ما يؤدي إلى الإحباط والتأخر الدراسي لهم.

وأضاف: "في بعض الحالات ترى بعض المعلمين يميلون للتعامل مع طلابهم لما يشبه التّنمر، ربما لكثرة الأعباء الوظيفية، أو حاملاً في ذهنه فكرة سلبية، ألاّ أحد يقدره من الإدارة المدرسية بحسب ظنّه، ولا يجد تحفيزاً أو مكافأة على جهده من طلابه أو أولياء أمورهم، وربما يكون أستاذاً في جامعة، ويقوم بتدريس طلاب الدراسات العليا والماجستير، فيغضب ويتنمّر من مستواهم العلمي، وقلة مثابرتهم، ويصفهم بالجهل، وعدم الاهتمام، وخاصّة أنّ منهم موظفين يعملون صباحاً، ويدرسون مساءً، فيظهر ما لديه من تنمر وغضب في لحظة ما، تنفيساً لما يعيشه من ضغط في العمل، بأن يزيد الواجبات عليهم، وأن يسخر من مشاركتهم، أو يقلل من درجاتهم التي نالوها على أدائهم، فلا تراه يعالج المشكلات السلوكية من خلال اتفاقية صفية أو عبر لائحة الانضباط للمخالفات السلوكية، فهو هائج كطوفان نوح، يغرق الأرض ومن عليها، حاملاً عصاة موسى، وصارخ كالنمرود، فيخرج المعلم من هاد ومرشد ومشرف، إلى جرس إنذار مزعج، يصمّ الآذان، وينفث الدخان، كل يبتعد عن سكته، كي لا يصطدم به، فيهدأ الصف هدوء ما قبل العاصفة، فينفّر الطلاب منه، ويعزفون عن الحضور المبكر لمحاضراته، بل ينسحب أغلبهم من الجامعة نفسها".

وقال: "لتكن العبرة أنّ المعلم تربوي ما أعطي زمام القيادة إلاّ بجدارة، وأنّ الضرب والتّهديد صفة العاجز الضعيف، وهو ما لا يستقيم مع شخصية المعلم النبيل، فليستعن المعلم بالإشراف الإداري، والإرشاد الاجتماعي، والتوجيه التربوي، وبزملائه في الميدان المدرسي، وبالتواصل مع أولياء الأمور، وليثقّف نفسه مهنياً في ورش العمل والدورات التدريبية، وليكن مثاله: (من زرع خيراً يحصد غبطة، ومن زرع شراً يحصد ندامة، ولكل زارع ما زرع).