يتوجب عدم استجداء مدح الآخرين ووضع النفس في المقدمة

قال استشاري الطب النفسي في مستشفى سيرين الدكتور عبدالكريم مصطفى إن الشخصية الحساسة للأحداث التي تحصل من حولها تعد ميزة وسمة مميزة في الشخص وليست عيباً، معتبراً أن التعامل مع الحساسية المفرطة أسهل من التعامل من التبلد في المشاعر.



كما بين د. مصطفى أن الحساسية المفرطة عمق في استقبال المثيرات والتجاوب معها والتركيز البالغ على التفاصيل حيث يميل هؤلاء الأشخاص للتحليل بشكل كبير ما ينال من قدرتهم العاطفية وأخذ كل تفصيل على سبيل مشاعرهم ويعيشون الحياة بعمق غير عادي ويتفاعلوا معها ويدخلوا في تفاصيل قد لا ينتبه لها الآخرين إلى جانب اهتمامهم بما يثيرهم عاطفياً بشكل كبير ما قد يتسبب لهم في الاستنزاف أو الاستهلاك العاطفي.

وأكد أن الحساسية المفرطة لدى الشخص تشعره طول الوقت أنه أقل من غيره أو لديه مشكلة في شخصيته يعتبر شيئاً غير صحيح حيث تعتبر الحساسية سمة مميزة لدى الشخص فيه ولو أحسن التعامل معها ممكن أن تعطيه قوة وبالتالي يستطيع التعامل مع المشاكل التي يمر بها في حياته إلى جانب الرجوع للأشياء التي فقدها والسمة هذه لها علاقة بالخبرات المؤلمة التي تعرض لها الشخص نفسه في حياته.

واعتبر د. مصطفى أن الوعي بالمشكلة هو جزء من تقوية المناعة النفسية فالحساسية المفرطة سمة من سمات الشخصية وهي طبيعة في البشر وبحاجة إلى أن يتم النظر لها على أنها جزء من رونق الشخصية للشخص وهي ميزة وليست عيباً.

أما بشأن الطرق المتبعة لتقوية هذه السمة في الشخصية، يجب على الشخص الإدراك أن الحساسية المفرطة شيء مميز وليست عيباً ويجب على الشخص تقبلها وتقبل الألم النابع منها، إلى جانب تقبل ردود أفعاله وردود أفعال الآخرين له ويبدأ العمل على ذلك في حالة بدئه للنظر من الخارج على نفسه وكيف يتعامل مع المشكلة وسيبدأ تدريجياً تفكيك المسألة، وقال: " الأشياء التي يتجنبها الشخص يجب عليه محاولة التعرض لها وتقبلها وتقبل التحدي النابع منها والقبول بسنة التدرج مع التركيز على الوصول للهدف وبالتالي سيستطيع الشخص النجاح بعد المواجهة ما سيجعله يقبل الأمور ويواجهها ويتقبلها بشكل أكبر وبذلك يتم السيطرة على ردود الأفعال وردود أفعال الآخرين ما يعزز ثقة الشخص بنفسه".

وأشار د. مصطفى إلى أن السلبية في ردة فعل الشخص نفسه طبيعية، ويجب على الشخصية الحساسة تجنب استجداء مدح الآخرين لهم ووضع النفس في المقدمة قبل كل شيء، معتبراً أن رأي الآخرين مهم لكن رأي الشخص في نفسه أهم ويجب عليه رؤية نفسه بعينه وليس بعين الآخرين وذلك سيقلل النظرة السلبية للنفس.

وبين أن من الطرق التي تساهم في تحسن ميزة الشخصية الحساسة هي الحصول على المساعدة من شخص قريب من خلال التشجيع والمساندة والمؤازرة سواء على شكل حضن آمن أو توجه روحاني أو إيماني أو الانشغال بمهمة معينة أو ممارسة هواية أو الخروج وذلك في فرصة للراحة ومحاولة استيعاب التجارب التي مر بها الشخص خلال يومه بحيث يراجع نفسه ويلاحظ ردود فعله وتدريب النفس على التأقلم واكتساب خبرة أعلى مما مر فيه الشخص خلال اليوم وهذه الآليات تنمي الشخص وتسمح له بالتأقلم مع التشديد على محاسبة الذات بطريقة إيجابية دون تأنيب.

وبين أن التعلق بالذكريات قد يتسبب بالحساسية المفرطة لذلك يجب تقبل ذلك أولاً والمحاولة مرة أخرى من خلال تجنب الخبرة المشاعرية المؤلمة وإعادة معايشة الشيء المؤلم بصورة إيجابية وتعيد اكتشاف ذاتك من جديد وتعريض النفس لها لاكتساب خبرات وتقوية المشاعر النفسية.